(حبارى) : (حبيّرة) فعوض هاء من الألف قال في (لغّيزى) : (لغيغزة) لأن الهاء قد تلحق مثل هذا البناء في التصغير ، ألا ترى أنا لو صغرنا (كرباسة) و (هلباجة) لقلنا : (كريبسة) ، و (هليبجة).
واعلم أن المؤنث قد يوصف بصفة المذكر فإذا صغرت الصفة جرى مجرى المذكر في التصغير : وإن كانت صبغة للمؤنث ، كقولك : (هذه امرأة رضي) و (عدل) و (ناقة ضامر) تقول في تصغير (رضي) : هذه امرأة (رضيّ) وهذه امرأة (عديل) وهذه ناقة (ضويمر).
وإن صغرتها تصغير الترخيم قلت : هذه ناقة (ضمير) ولم تقل (ضميرة).
وقد حكى الخليل ما يصدق ذلك من قول العرب ، قالت في (الخلق) (خليق) وإن عنوا المؤنث قالوا : (ملحفة خليق) كما يقولون : هذا (خلق) ، و (خلق) مذكر يوصف به المذكر والمؤنث.
وقد شذت أسماء ثلاثية فصغروها بغيرها منها ثلاثة أسماء ذكرها سيبويه وهي : النّاب المسنة من الإبل يقال في تصغيرها : (نبيب) وفي الحرب (حريب) وفي فرس : (فريس) وهي تقع على المؤنث والمذكر.
فأما النّاب من الإبل فإنما قالوا لها : (نييب) لأن النّاب من الأسنان مذكر والسنة من الإبل إنما يقال لها : (ناب) لطول نابها. فكأنهم جعلوها الناب من الأسنان أي هو أعظم ما فيها كما يقال للمرأة : أنت (بطين) إذا كبر بطنها وتقول للرجل : أنت (عين) القوم والعين مؤنث فقد خبّر عن المذكر بالمؤنث وعن المؤنث بالمذكر.
وأما (الحرب) فهو مصدر جعل نعتا مثل (العدل) وكان الأصل هذه مقاتلة (حرب) أي حاربة تحرب المال والنفس كما تقول : (عدل) على معنى (عادلة) ، وأجريت مجرى الاسم وأسقطوا المنعوت كما قالوا : (الأبطح) ، و (الأبرق) و (الأجدل).
وأما (الفرس) فهو في الأصل اسم مذكر يقع للذكر والأنثى كما وقع إنسان للرجل والمرأة فصغر على التذكير الذي له في الأصل.
وما كان من صفات المؤنث بغير هاء فهو يجري هذا المجرى كقولنا : امرأة (حائض) و (طامث) و (عازب) و (مرض) ، و (وجل).
ولو صغرنا شيئا من ذلك تصغير الترخيم لقلنا : (حييض) و (طميث) ونحو ذلك ، وقد ذكر غير سيبويه من الأسماء الثلاثية ـ وهو أبو عمر الجزمي ـ : درع الحديد و (العرس) و (القوس) : إنها تصغر بغير هاء وهي أسماء مؤنثات.