إذا قيل مهلا فاضت العين بالبكا |
|
غراء ومدّتها مدامع نهّل (١) |
فمد غراء
ومن الناس من ينشد :
إذا قيل مهلا فاضت العين بالبكا |
|
غراء ومدّتها مدامع نهّل |
فجعلت" غارت" فاعلت كأنه قال : (غارى يغارى) وكسر الغين من (غراء) ، لأنه مصدر فاعل يفاعل كما تقول : (رامي يرامي رماء) و (عادى يعادي عداء)
وبعض أصحابنا يقول : إن (غرى) : هو المصدر والغراء : الاسم ، وكذلك يقول في (الظّماء) كما يقول (تكلّم كلاما) وإنما المصدر (تكلم تكلّما) والكلام الاسم للمصدر على غير الفعل.
والذي عندي أنه حمل على ما جاء من المصدر على (فعال) كقولك : (ذهب ذهابا) و (بدأ بداءة) وهو على كل حال شاذ كما ذكره سيبويه ، وذكر أشياء من المصادر قد ذكرناها في باب المصدر بما أغني عن ذكره.
وأما نظائر الممدود فنحو (استخرجت) و (استمتعت) و (أكرمت) و (احرنجمت) وما جر مجراه مما يكون قبل آخر مصدره ألف ، وذلك الاستخراج والاستمتاع والإعطاء والاحرنجام ونظائره من المعتل الممدود (الاشتراء) و (الإعطاء) و (الاحبنطاء) و (الاستسقاء) ؛ لأن نظير (استسقيت): " استخرجت" و (أعطيت) نظير (أكرمت) ، و (احبنطيت) نظير (احرنجمت).
ومما يعلم أنه ممدود أن تجد المصدر مضموم الأول ويكون للصوت نحو (الدّعاء) و (الزّقاء) وقياسه من الصحيح (الصّراخ) ، و (النّباح) و (البغاح) و (الصّياح) و (النّهاج) وهو أكثر من أن يحصى.
و (البكاء) يمدّ ويقصر ، فمن مده ذهب به مذهب الأصوات ، ومن قصر جعله كالحزن ولم يذهب به مذهب الصوت ونظيره من المصادر (الهدى) والسّرى : وليسا بصوتين ويكون (فعال) أيضا للعلاج فما كان منه معتلا فهو ممدود نحو (النزاء)
__________________
(١) انظر شرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٣٨ ، وشرح الشواهد للعيني : ٤ / ٥٠٩ ، والبيت ليس في ديوان الشاعر ولا ملحقاته.