عليها الواحد. أرادوا أن يكون الواحد من بناء فيه علامة التأنيث ، كما كان ذلك في الأكثر الذي ليس فيه علامة التأنيث ويقع مذكرا ، نحو (التمر) و (البر) و (الشعير) بأشباه ذلك ولم يجاوزوا البناء الذي يقع للجميع حيث أرادوا واحدا فيه علامة تأنيث ؛ لأنه فيه علامة التأنيث فاكتفوا بذلك وبينوا الواحدة بأن وصفوها واحدة ، ولم يجيئوا بعلامة سوى العلامة التي في الجميع لتفرق بين هذا وبين الاسم الذي يقع على الجميع وليس فيه علامة التأنيث نحو (التمر) و (البر).
قال أبو سعيد : اعلم أن ما كان من الأجناس فيه ألف التّأنيث مقصورة أو ممدودة فالباب في واحدة أن يكون على لفظ الجميع نحو قولك (طرفاء) و (حلفاء) و (بهمي) و (شكاعي) و (شقّاري) و (لصيقي) وهذه كلها أسماء نبات موضوعة للجنس كما وضع النخل والشجر والتّين والعنب للجنس فإذا أردنا الواحد من هذا الجنس قلنا : (طرفاء) واحدة ، وعندي (حلفاء) واحدة ، و (بهمي) واحدة ، ولم يجز إدخال الهاء عليها فيقال : (حلفاءة) و (بهماة) و (طرفاءة) كما قيل في واحد النخل (نخلة) وفي واحد العنب (عنبة) ؛ لأن كون ألف التأنيث في هذه الأسماء يمنع من دخول هاء التأنيث ، لئلا يجتمع تأنيثان فاكتفوا بما فيه من التأنيث وبينوا الواحد بالوصف فقالوا : (طرفاء) واحدة.
وكنت قرأت" كتاب الشجر والكلأ" لأبي زيد على أبي بكر بن دريد رحمهالله.
فقرأت عليه (شقّارى) للجميع و (شقارى) واحدة و (لصيقي) للجميع و (لصيقي) واحدة فذكر ابن دريد أن الواحد" شقّاراة" و" لصيقاة" وهذا لا تعمل عليه لأن كثيرا من أهل اللغة لا يضبطون النحو في مثل هذا ويغلطون فيه ، وإنما يقوم بهذا مثل سيبويه وأبي زيد وهؤلاء الأعلام.
وقد ذكر أهل اللغة للطرفاء والحلفاء واحدة على هذا اللفظ قالوا : (طرفاء) ، و (طرفة) و (قصباء) و (قصبة) ، واختلفوا في الحلفاء فقال الأصمعي (حلفاء) و (حلفة) بكسر اللام.
وقال أبو زيد والفراء وغيرهما (حلفة) على قياس (طرفة) و (قصبة). وقد كسر (حلفاء) فقيل (حلافي) و (حلافي) ذكر ذلك أبو عمر الجرمي.
قال : وتقول (أرطي) و (أرطاة) و (علقي) و (علقاة) لأن الألفات لم تلحق التأنيث.
يعني أن ألف (أرطي) التي بعد الطاء وألف (علقي) لغير التأنيث لأنك تقول :
هذا (أرطي) و (علقي) فتنون ، وألف التأنيث لا تنون ، فلما كانت لغير التأنيث جاز أن تدخل عليها الهاء للواحدة.