عاقر.
وقد مضى الكلام على فعل وهو فاعل.
" وقالوا : دها يدهو وداه ، كما قالوا : عقل وعاقل ، وقالوا : دهيّ كما قالوا : لبيب.
ثم ذكر المعتل العين ، والذي مضى المعتل اللام ، فقال :
تقول : بعته بيعا وكلته كيلا ، وسقته سوقا ، وقلته قولا ، وقالوا : زرته زيارة ، وعدته عيادة ، وحكته حياكة ، أرادوا الفعول ففروا إلى هذا كراهية الواوات والضمات ، ومع هذا أنهم قالوا في الصحيح : عبد عبادة وعمر عمارة. ولو أتوا به على فعول لقالوا : زرته زؤورا ، وعدته عؤودا.
وقد جاء مثل ذلك على استثقاله. وقد ذكر سيبويه في آخر الباب ، وهو سرته فأنا أسوره سؤورا ، ومعناه سرت إليه ، أي ارتفعت إليه.
وقالوا : غار يغور غؤورا إذا غاب ، قال الأخطل :
لمّا أتوها بمصباح ومبزلهم |
|
سارت إليهم سؤور الأبجل الضّاري (١) |
وقالوا : خفته فأنا أخافه خوفا وهو خائف ، كما يقال : لقمته ألقمه لقما وهو لاقم ، وهبته أهابه هيبة وهو هائب ، كما قالوا : خشيته خشية وهو خاش ، وقالوا : رجل خاف.
وأصله خوف ، فقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وخوف بمنزلة فزع وفرق والمعنى واحد.
" وقالوا : ذمته أذيمه ذاما ، وعيبته أعيبه عابا ، كما تقول : سرقه سرقا"
وزن الذّام والعاب فعل. وسؤته سوءا ، وقتّه قوتا (وقد قال قبل هذا : قتّه قوتا) في المصدر ، وجعل القوت اسما لما يقتات.
وعفته عيافة فأنا أعافه ، وهو عائف. وقالوا : غابت الشمس تغيب غيوبا ، وبادت تبيد بيودا ، وقام يقوم قياما ، وصام يصوم صياما كراهية للفعول لو قلت : قؤوما وصؤوما ، ونظيره من الصحيح نفر نفارا.
وقالوا : آبت الشمس إيابا ، وقال بعضهم : أؤوبا ، كما قالوا : الغؤور والسّؤور ، ونظيرها من غير المعتل الرجوع ، ومع هذا أنهم أدخلوا الفعال يعني في الصحيح.
فقالوا : النّفار والنّفور ، وشبّ شبابا وشبوبا ، فهذا يكثر نظيره من العلة ، وقالوا :
__________________
(١) انظر المخصص : ١٤ / ١٦٣.