وتشبيهه بألف فاعل أن قولنا مالق إذا أضفنا قاف قاسم إلى اللام فهو لفظ فاعل. قال :
" ومع هذا أنها في كلامهم ينصبها أكثرهم فيقولون : منّا زيد ويضربها زيد أجروها على ما وصفت إذ لم تشبه الألفات الأخر" قال : " ولو فعل بها ما فعل بالمال لم يستنكر في قول من قال : بمال قاسم ، وقالوا : هذا عماد قاسم ، وهذا عالم قاسم ، فلم يكن عندهم بمنزلة المال ومتاع وعجلان ، وذلك أن المال آخره يتغير ، وإنما يمال في الجر في لغة من أمال ، فإن تغيّر آخره عن الجرّ نصبت ألفه ، والذي أمال له الألف في عماد وعابد ونحوهما مما لا يتغيّر فإمالة هذا أبدا لازمة ، فلما قويت هذه القوة لم يقو عليها المنفصل" قال : " وقالوا : لم يضربها الذي تعلم فلم يميلوا ، لأن الألف قد ذهبت ولم يجعلها بمنزلة ألف حبلى ومرمى ونحوهما.
وقالوا : أراد أن يعلما وأن يضبطا وأراد أن يضبطها ، وقالوا : أراد أن يعقلا ، لأن القاف مكسورة فهي بمنزلة قفاف ، وقالوا : رأيت ضيقا ومضيقا كما قالوا : رأيت عرقا".
لم يميلوه لأن القاف تلي الألف والقاف بعد الكسرة.
" وقالوا : رأيت علما كثيرا فلم يميلوا لأنها نون وليست كالألف في معنى ومعزى"
قال أبو سعيد : يريد أنت إذا وصلت علما بما بعده كان بعد الميم تنوين ولا إمالة فيه ، وإنما يمال إذا وقفت عليه لأنه يصير ألفا في قولك : علما. قال :
" وقد أمال قوم في هذا ما لا ينبغي أن يمال في القياس وهو قليل ، كما قالوا : طلبنا وعنبا ، وذلك قول بعضهم : رأيت عرقا ورأيت ضيقا. كما قالوا : طلبنا وعنبا فشبهوها بألف حبلى جرأهم ذلك على هذا حيث كانت فيها علّة تميل القاف وهي الكسرة التي في أولها وكان هذا أجدر أن يكون عندهم ، وسمعناهم قالوا : رأيت سبقا حيث فتحوا ، وإنما طلبنا وعرقا كالشواذ لقتلها".
يريد أن الذين أمالوا شبهوا هذه الألف لمّا وقعت طرفا بألف التأنيث المقصورة ، ولا خلاف في جواز إمالة الألف المقصورة للتأنيث ، لأنها تنقلب ياء في التثنية وقد مضى الكلام على نحو هذا. قال :
" واعلم أن بعض من يقول عابد من العرب يقول : مررت بمالك فينصب ، لأن