(بضم السين وفتح اللام نسبة إلى بني سليم وكان مستوطنا المدينة من مهاجرة العرب) قد أوكل إليه النبي صلىاللهعليهوسلم حراسة ساقة الجيش ، فلما علم بابتعاد الجيش وأمن عليه من غدر العدو ركب راحلته ليلتحق بالجيش فلما بلغ الموضع الذي كان به الجيش بصر بسواد إنسان فإذا هي عائشة وكان قد رآها قبل الحجاب فاسترجع ، واستيقظت عائشة بصوت استرجاعه ونزل عن ناقته وأدناها منها وأناخها فركبتها عائشة وأخذ يقودها حتى لحق بالجيش في نحر الظهيرة وكان عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين في الجيش فقال : والله ما نجت منه ولا نجا منها ، فراج قوله على حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة (بكسر ميم مسطح وفتح طائه وضم همزة أثاثة) وحمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين حملتها الغيرة لأختها ضرة عائشة وساعدهم في حديثهم طائفة من المنافقين أصحاب عبد الله بن أبي.
فالإفك : علم بالغلبة على ما في هذه القصة من الاختلاق.
والعصبة : الجماعة من عشرة إلى أربعين كذا قال جمهور أهل اللغة. وقيل العصبة : الجماعة من الثلاثة إلى العشرة وروي عن ابن عباس. وقيل في مصحف حفصة «عصبة أربعة منكم». وهم اسم جمع لا واحد من لفظه ، ويقال : عصابة. وقد تقدم في أول سورة يوسف [٨].
و (عُصْبَةٌ) بدل من ضمير (جاؤُ).
وجملة : (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ) خبر (إِنَ). والمعنى : لا تحسبوا إفكهم شرا لكم ، لأن الضمير المنصوب من (تَحْسَبُوهُ) لما عاد إلى الإفك وكان الإفك متعلقا بفعل (جاؤُ) صار الضمير في قوة المعرف بلام العهد. فالتقدير : لا تحسبوا الإفك المذكور شرا لكم. ويجوز أن يكون خبر (إِنَ) قوله : (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) وتكون جملة (لا تَحْسَبُوهُ) معترضة.
ويجوز جعل (عُصْبَةٌ) خبر (إِنَ) ويكون الكلام مستعملا في التعجيب من فعلهم مع أنهم عصبة من القوم أشد نكرا ، كما قال طرفة :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة |
|
على المرء من وقع الحسام المهند |
وذكر (عُصْبَةٌ) تحقير لهم ولقولهم ، أي لا يعبأ بقولهم في جانب تزكية جميع الأمة لمن رموهما بالإفك. ووصف العصبة بكونهم (مِنْكُمْ) يدل على أنهم من المسلمين ، وفي