المحيط ، ويصل عدد النجوم إلى ١٣٠ بليون نجم «شمس» ، وتحتل النجوم موقعا يبعد عن مركز الأسطوانة ، وبما أن المجرة تدور حول نفسها ، وكأن محورها مركزها ، فإن ناتج ذلك هو أن الشمس تدور حول نفس هذا المركز في مدار دائري ... والشمس تستغرق ٢٥٠ مليون سنة تقريبا لتدور في فلكها دورة واحدة حول مركز المجرة ، وتجري الشمس في هذه الحركة بسرعة تقريبية قدرها ٢٥٠ كم / ثا ، تلك هي الحركة المدارية للشمس والتي صرح بها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا ، وهي الآن علامة من مكتشفات العلم الحديث ولاحظ التعبير القرآني الدقيق (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فقد لوحظ أن لكل نجم فلكا خاصا به يجري فيه حول مركز المجرة ، ويذكرنا الخالق سبحانه عدة مرات في القرآن الكريم بالحقيقة التالية (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) وهذه الآية تدل على أن الشمس تتحرك حركة انتقالية بالإضافة إلى سباحتها في فلك خاص بها) (١).
الإعجاز :
هذا موجز للمفاهيم العلمية التي تتوافق مع التصورات والحقائق الإعجازية في القرآن الكريم والمتأمل في قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي) وقوله جلّ جلاله : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يجد التطابق العلمي المدهش مع هذه النصوص القرآنية ، حول جري الشمس الحقيقي في الفضاء وليس الظاهري ، وعن تعبير القرآن على الدورة المدارية للشمس حول مجرتنا ، وبيان الحق المعجز هذا ، في التعبير عن تحركات الشمس ودورانها بيان يدهش أولي العقول والعلوم والألباب ، ويدفع المنصفين للإقرار بعظمة هذا الكتاب العظيم.
وأما بيانه تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٢).
(فكل كوكب ، وكل نجم ، وكل مذنّب ، يسبح في فلكه الذي قدّر له ، لا يتحول عنه ولا يحيد ، وفي نفس الوقت الكل في وحدة متماسكة مترابطة بفعل الجاذبية ، التي تنطق
__________________
(١) من دلائل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، موسى الخطيب ، القاهرة ، مؤسسة الخليج العربي ، الطبعة الأولى ، ١٤١٥ ه / ١٩٩٤ ص : ٢٧٣.
(٢) سورة يس ، الآية : ٤٠.