الحقائق العلمية :
أما بالنسبة لمن رأى أن القمر قد انشق يوما ما ، وهم علماء الفضاء الأمريكان ، فإني أنقل رأيهم وأثبته هنا عن الأستاذ الدكتور زغلول النجار (١) والذي ألقى محاضرة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، وتطرق إلى قضية انشقاق القمر ، وأكد أن القمر قد انشق ودلل على ذلك من خلال سؤال طرح على علماء الفلك في ناسا الأمريكية وهو : ما ذا استفدتم من رحلتكم إلى القمر والتي قد كلفتكم أكثر من مائة مليون دولار ، ولو أنكم قدمتم هذه الأموال كمساعدة إنسانية إلى الفقراء أما كان هذا بأفضل؟.
وكان الجواب : إن أعظم شيء اكتشفناه خلال رحلتنا إلى القمر ، أننا قمنا بتثبيت المراجف على سطح القمر لرصد الزلازل التي تحدث فيه ، وللكشف عن بنيته ، وبنتيجة ما قدمته تلك المراجف من معلومات ، تبين لنا أن القمر يحوي حزاما حجريا متحركا على عرضه ، مما يدل بوضوح على أن القمر قد انقسم إلى قسمين يوما ما ثم التحم.
ولقد كتب الدكتور زغلول مقالا في جريدة «البيان» الإماراتية بعنوان «انشقاق القمر» وكان مما قال فيه : (لقد دوّن كل من التاريخ الهندي والصيني القديم حادثة انشقاق القمر ، وأرخوا بها ، وفي محاضرة لي بكلية الطب (جامعة كارديف) في مقاطعة (ويلز) غربي بريطانيا ، منذ عدة سنوات مضت وجّه إلي أحد الحضور من المسلمين سؤالا عن الآيات في مطلع سورة القمر ، وهل تمثل ومضة من ومضات الإعجاز العلمي في كتاب الله؟ ، فأجبت بأن هذه الواقعة تمثل إحدى المعجزات الحسية التي وقعت تأييدا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في مواجهة كفار ومشركي قريش ، وإنكارهم لنبوته صلىاللهعليهوسلم ، وأن المعجزات خوارق للسنن ، وعلى ذلك فإن السنن الدنيوية لا يمكن لها تفسير كيفية حدوث المعجزة ، ولو لا ورودها في كتاب الله ، وفي سيرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما كان علينا نحن مسلمي اليوم أن نؤمن بها ، ولكننا نقر بها ، ونؤمن بوقوعها لورودها في كتاب الله بالنص الإلهي الذي يقول فيه
__________________
(١) الدكتور زغلول النجار ، مصري الجنسية ، حاصل على الدكتوراة من جامعة ويلز البريطانية في علم الجيولوجيا عام ١٩٦٣ ، حاضر في العديد من الجامعات العربية والغربية ، ويرأس مركز البحوث القرآنية في لندن حاليا ، ويعتبر الدكتور زغلول من أبرز من تكلم في قضايا الإعجاز الجيولوجي في القرآن الكريم باعتدال ، وتربطني به صلة بحثية علمية في الإعجاز القرآني ، وهذا الكلام الذي أثبته هنا إنما هو نقل عن الدكتور زغلول في محاضرة ألقاها وحضرتها في المركز التجاري في إمارة دبي ، بتاريخ ١٢ رمضان ٢٠٠١.