بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة
بقلم : الشيخ محمد علي الصابوني
نحمده تعالى ونصلي ونسلم على رسوله الكريم محمد بن عبد الله ، خاتم النبيين ،
وبعد ...
فعصرنا الذي نعيش فيه ، عصر العجائب والغرائب ، عصر الخوارق والمدهشات! لا تكاد العين ترى فيه إلا كلّ طريف وجديد!
ما كان مستحيلا وغير معقول منذ قرون ... أصبح واقعا في هذه الأيام!!
ولا عجب في ذلك ، فهو عصر الازدهار العلمي ، والتقدم الحضاري ، عصر المكتشفات والمخترعات ، عصر الذرة ، وعصر الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية ، عصر غزو الفضاء ، ويمكننا أن نقول جازمين :
إنه عصر (ظهور معجزة القرآن) تحقيقا لقول الله العلي الكبير : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (١).
الله أكبر إن دين محمد |
|
وكتابه أهدى وأقوم قيلا |
لا تذكر الكتب السوالف عنده |
|
طلع الصباح فأطفئ القنديلا |
لقد أيّد الله خاتم الأنبياء محمدا صلىاللهعليهوسلم بالمعجزة القرآنية الخالدة ، وجعل هذا القرآن أجلّ وأعظم برهان على صدق رسالته .. فهو نبي أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، ولا يعرف أن يفكّ حرفا عن حرف حتى آخر حياته صلوات الله عليه ، وهذا ما أكده القرآن الكريم في صفة هذا النبي العظيم حين قال سبحانه : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ) (٤٩) (٢).
__________________
(١) سورة فصلت ، الآية : ٥٣.
(٢) سورة العنكبوت ، الآيتان : ٤٨ ، ٤٩.