المبحث الأول
تعريف المعجزة
المعجزة لغة : تحدث علماء اللغة عن الفعل : عجز ، ومضارعه : يعجز ، والمصدر منه : إعجاز ، فعند ابن منظور (العجز : نقيض الحزم ، عجز عن الأمر يعجز وعجز عجزا فيهما ، وعجز فلان رأي فلان إذا نسبه إلى خلاف الحزم ، كأنه نسبه إلى العجز ، والعجز : الضعف) (١).
وفي معجم مقاييس اللغة : (عجز عن الشيء يعجز عجزا ، فهو عاجز ، أي ضعيف ، وقولهم : إن العجز نقيض الحزم فمن هذا ، لأنه يضعف رأيه ويقولون : المرء يعجز لا محالة ، ويقال : أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه ولن يعجز الله تعالى شيء ، أي لا يعجز الله تعالى عنه متى شاء ، وفي القرآن :
(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً) (٢) (٣) ، ويشير الفيروزآبادي إلى أن معنى العجز هو التثبيط فيقول : (التعجيز : التثبيط ، والنسبة إلى العجز ، ومعجزة النبي صلىاللهعليهوسلم ما أعجز به الخصم عند التحدي) (٤).
وفي «تاج العروس» : (العجوز ، بالضم كعقود : الضعف وعدم القدرة ، وفي المفردات للراغب والبصائر وغيرهما ، العجز : أصله التأخر عن الشيء وحصوله عند عجز الأمر أي مؤخره كما ذكر الدبر ، وصار في العرف اسما للقصور عن فعل الشيء
__________________
(١) لسان العرب ، محمد بن مكرم بن منظور ، بيروت ، دار صادر ، الطبعة الأولى ، د. ت ، ٥ / ٣٦٩.
(٢) سورة الجن ، الآية : ١٢.
(٣) معجم مقاييس اللغة ، لأبي الحسين أحمد بن فارس ، بيروت ، دار الجيل ، تحقيق ، عبد السلام هارون ، د. ت ، ٤ / ٢٣٢.
(٤) القاموس المحيط ، محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، بيروت ، دار الفكر ، ١٩٩٥ ، ص ، ٤٦٤.