والحيوانات ومناظر الطبيعة ، وتجارب العلوم ، بقصد أن يوضح للقارئ ما يقول ، توضيحا يجعل الحقيقة أمامه كالأمر المشاهد المحسوس ، ولقد أفرط في ذلك ، وجاز حد المجاز.
ومما يؤخذ عليه : أنه قد يشرح بعض الحقائق الدينية بما جاء عن أفلاطون في جمهوريته أو بما جاء عن إخوان الصفا في رسائلهم ، وهو حين ينقلها يبدي رضاه عنها وتصديقه بها في حين أنها تخالف في ظاهرها ما عليه أصحابه السلفيون والأشاعرة.
هذا ، وإنا نجد المؤلف يفسر آيات القرآن تفسيرا يقوم على نظريات علمية حديثة غير مستقرة في ذاتها ، ولم تمض فترة التثبت منها ، وهذا ضرب من التكلف ارتكبه المؤلف ، إن لم يكن يذهب بغرض القرآن أحيانا ، فلا أقل من أن يذهب بروائه وبهائه) (١).
القسم الثاني : المثبتون من العلماء المعاصرين باعتدال
أولا ـ وحيد الدين خان (٢) :
وسوف نقف مع كتابه «الإسلام يتحدى» والذي قدم له الدكتور عبد الصبور شاهين.
عقد وحيد الدين خان في كتابه المذكور مبحثا بعنوان : القرآن والكشوف الحديثة ، تحدّث فيه عن قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، ووضع بعض الضوابط لهذا النمط من التفسير ، والتي تدل على اعتدال الرجل واتزانه إزاء هذه القضية ، ثم ساق طائفة من الآيات القرآنية وفسّرها بناء على معطيات الحقائق العلمية ، وبمنهج دقيق لا إفراط فيه ولا مغالاة.
وها هو ذا يبين أهم قيد من القيود التي يرتكز عليها هذا التفسير فيقول : (إن مطابقة كلمات القرآن وألفاظه للكشوف العلمية الحديثة مبنية على أن العلم الحديث قد استطاع الكشف عن أسرار الواقعة موضوع البحث ، فتوفرت لدينا مواد نافعة لتفسير الإشارات
__________________
(١) التفسير والمفسرون ، محمد حسن الذهبي ، القاهرة ، دار الكتب الحديثة ، الطبعة الأولى ، ١٣٨١ ه ، ١٩٦١ ، ٣ / ١٨٤.
(٢) من كبار علماء الهند ومفكّريها في العصر الحديث ، ومن الذين يتولون قضية الإسلام أمام الزحف الفكري المعادي ، له عدة مؤلفات منها ، الإسلام يتحدى ، والدين. انظر : مقدمة الدكتور عبد الصبور شاهين لكتاب الإسلام يتحدى.