الساعة ، واعتبر مرور الجبال كالسحاب كناية على نسفها وزوالها ، وكان منطلق هذا التفسير وقوع الآية في سياق نصوص قرآنية تتحدث عن مشاهد يوم القيامة.
والحق في هذه القضية ، أن الآية تتحدث عن مرور الجبال وحركتها في الدنيا وليس في أهوال الآخرة ، ولسبب بسيط ألا وهو أن الله عزوجل قال : (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً ...) والرؤيا هنا رؤيا بصرية ، والحسبان أبدا لا يكون في الآخرة ، إذ إن الآخرة كلها يقين وكلها حق وكلها وقائع مرئية ، لا تخضع إلا لليقينيات ، أما الحسبان والشك والظن ، فهي حالات تعتري الناس في الدنيا ، ولا مكان لها يوم الدين ، وبناء على هذا فالآية تشير إلى أن الإنسان إذا نظر إلى الجبال ، حسبها جامدة لكنها في واقع الأمر ليست كذلك ، إنما هي متحركة حركة سريعة ، وهذه الحقيقة كانت غامضة لمن سلف من الناس ، ولكن مع التقدم العلمي والثورة التقنية التي نعيشها اليوم ، تأكد للعلماء أن الجبال تتحرك حركة سريعة ، ذلك أن الجبال جزء أساسي من الأرض ، ولقد ثبت لنا أن الأرض تدور دورانا سريعا ، وعليه فإن الجبال مسرعة بسرعة الأرض ، وهناك أدلة أخرى على حركة الجبال نقف مع العلماء ليحدثونا عنها.
الحقائق العلمية :
(لقد شبه الحق الجبال بالسحاب المتحرك تشبيها بليغا ، نعرف سره من الحقائق التالية:
١ ـ حركة الأرض : السحاب كما هو معروف لا يتحرك بذاته ، ولكنه يتحرك محمولا على الرياح ، وإرسال الرياح يتم بحركتها لتهب من مكان لآخر فتساعد على تكوين وإظهار السحب ، ثم تحريك هذا السحاب محمولا على الرياح ، وبهذا فالسحاب متحرك راكب الرياح ، وبالمثل فالجبال تجري لأنها تمتطي كوكب الأرض المنطلق في الفضاء أي بحركة غير ذاتية ، ولهذا فالجبال تمر مرّ السحاب ، فما أروع التشبيه وما أعمق الإشارة إلى حركة الأرض وهي تحمل معها الجبال ، بينما الناس كانوا يحسبون حتى أن كليهما ساكن وجامد.
٢ ـ إزاحة القارات : لقد ثبت علميا أن القشرة الأرضية تتحرك باستمرار حركة بطيئة ، ونستطيع أن نتخيل القارات بجبالها وكأننا معها ركاب مسافرون على ظهر ألواح قارية ضخمة ، لطبقة أرضية تدعى (الليثوسفير) بسمك متوسط قدره ٦٠ ميلا تحت أقدامنا ، وهذه الألواح تنزلق ببطء ، طافية على طبقة الرداء البلاستيكية المنصهرة