المبحث الثاني
الشمس متوهجة ملتهبة
قال تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (١).
وقال سبحانه : (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (٢).
وقال سبحانه : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٣).
وقال تعالى : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) (٤).
تثبت هذه الآيات المعجزة حقيقة علمية رائعة ، ألا وهي أن الشمس جرم متوهج ملتهب ، وإذا ما رجعنا إلى أقوال المفسرين في صفات الشمس هذه ، وإلى المعاجم اللغوية ، فإننا سنجد ما يلي :
يقول الشوكاني : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) المراد به الشمس ، وجعل هنا بمعنى خلق ، والوهّاج الوقّاد ، ويقال : وهجت النار تهيج وهجا وو هجانا ، قال مقاتل : جعل فيه نورا وحرا والوهج يجمع النور والحرارة) (٥).
(وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) : (أي كالمصباح لأهل الأرض ليتوصلوا بذلك إلى التصرف في ما يحتاجون إليه من المعاش) (٦).
وعند الرازي : (الوهج مجمع النور والحرارة ، فبيّن الله سبحانه وتعالى أن الشمس
__________________
(١) سورة الفرقان ، الآية : ٦١.
(٢) سورة نوح ، الآية : ١٦.
(٣) سورة يونس ، الآية : ٥.
(٤) سورة النبأ ، الآية : ١٣.
(٥) فتح القدير ، محمد بن علي الشوكاني ، ٥ / ٣٦٤.
(٦) المصدر نفسه ، ٥ / ٢٩٩.