(وسعه الشيء بالكسر يسعه سعة بالفتح ، والوسع والسعة بالفتح الجدة والطاقة ، وأوسع الرجل صار ذا سعة وغنى ، ومنه قوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي أغنياء قادرون ويقال : أوسع الله عليك ، أي أغناك ، والتوسيع خلاف التضييق ، تقول : وسع الشيء فاتسع واستوسع أي صار واسعا ، وتوسعوا في المجلس تفسحوا) (١).
وفي لسان العرب : (... في أسمائه سبحانه وتعالى الواسع ، وهو الذي وسع رزقه جميع خلقه ووسعت رحمته كل شيء ، وغناه كل فقر ، ويقال : الواسع المحيط بكل شيء ... والسعة ، نقيض الضيق واستوسع الشيء ، وجده واسعا وطلبه واسعا ، وأوسعه ووسعه ، صيره واسعا ، وقوله تعالى : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أراد جعلنا بينها وبين الأرض سعة ، جعل أوسع بمعنى وسع ، وقيل : أوسع الرجل صار ذا سعة وغنى ، وقوله : (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي أغنياء قادرون) (٢).
هذا هو النبأ والقرار القرآني الصريح حول استمرارية الكون في عملية البناء الموسعة ، فمن معطيات الآية الكريمة أن الكون في حالة اتساع مستمرة ، وأنه غير ثابت محجم ومحجر ، فما ذا يقول علماء الفلك في هذا؟ وما ذا توصلوا في أبحاثهم حول توسع الكون؟.
الحقائق العلمية :
المتتبع للمستجدات العلمية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ، يجد تنافسا هائلا بين العلماء فيمن يحظى بأسبقية تدوين اكتشافه حول حركة الكون وتوسعه.
فلقد (لاحظ العالم النمساوي «دوفلر» (٣) في سنة ١٨٤٢ ، أن الموجات الصوتية والضوئية الصادرة عن جسم متحرك ، تغير أطوالها وذبذباتها تبعا لحركاتها بالنسبة لراصدها ، فهي تقصر فتزداد حدة إذا كانت صادرة عن جسم يتحرك نحو الراصد ، أو
__________________
(١) مختار الصحاح ، فخر الدين الرازي ، ١ / ٢١٠.
(٢) لسان العرب ، لابن منظور ، ٨ / ٣٩٢.
(٣) كريستيان جوهان دوفلر ، doppler ، فيزيائي فلكي نمساوي ، اكتشف ظاهرة دوفلر ، وهي تغيّر الطول الموجي الضوئي أو الكهرومغنيطي المنبعث من جسم متحرك. انظر : علم الفلك ، هاشم أحمد ، بيروت ، هلابون ، د. ت ، ص : ٨٤.