أي أكثف من نواة الذرة ، كما كانت درجة حرارتها بلا شك عالية إلى حوالي عشرة بلايين درجة ، ومثل هذه الكتلة يمكن أن تكون غير مستقرة جدا فتنفجر عند وقت ما ، ومع درجة الحرارة العالية لا بد أن الانفجار كان قويا ، اندفعت بمقتضاه كل مادة الذرة الضخمة إلى الخارج ، وفي جزء من الثانية أصبح للكون وجود) (١).
ويؤكد هذه القضية «كارل ساغان» (٢) في كتابه «الكون» فيقول : (ونعلم الآن أن كوننا يبلغ من العمر نحو ١٥ أو ٢٠ مليار سنة ، وهذا الزمن محسوب منذ ذلك الحدث التفجيري الاستثنائي ، الذي يعرف بالانفجار الكبير ، وفي بداية الكون لم تكن هناك مجرات أو نجوم أو كواكب أو أي نوع من الحياة أو حضارات ، بل مجرد كرة نارية مشعة منتظمة الشكل تملأ الفضاء كله) (٣).
الإعجاز :
لا أرى داعيا في سرد المزيد من دراسات علماء الفلك والكون ، والتي تصور بمجملها أصل الكون ومولده ، وتؤكد على أن الكون كان كتلة متماسكة حارّة ، ثم بدأ
__________________
(١) قصة الكون عجب وبهاء ، كليفورد سيماك ، ترجمة ، د. عبد القوي عياد ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٧٥ ص ١٩٥ وانظر : آفاق فلكية ، فوزية محمد الرويح ، الكويت ، جامعة الكويت ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٧ ، ص : ٢٨١.
(٢) كارل ساغان ، أستاذ الفلك وعلم الفضاء بمعهد دافيد دنكان ، ومدير معمل دراسات الكواكب بجامعة كورنيل ، قام بدور بارز في رحلات سفن الفضاء ، له نحو ستمائة ورقة بحثية علمية ، بالإضافة للعديد من الكتب. انظر : مقدمة المترجم ، ص : ٣ ، وانظر : الفضاء والشهب ، محمد فتحي عوض الله ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتب ، ١٩٧٣ ، ص : ٢٠ ، وانظر : بلوغ سنّ الرشد في المجرة ، تمثي فرس ، ترجمة ، هنري مطر ، عمّان ، مركز الكتب الأردني ، ١٩٩٠ ، ص ٣٨٣ ، وانظر : الكون البحث عن لحظة الميلاد ، هوبرت ريفز ، ترجمة ، درويش الحلّوجي ، القاهرة ، المستقبل العربي ، الطبعة الأولى ، ١٩٩٦ ، ص : ٧١ ، وانظر : أجمل تاريخ للكون ، جويل دوروني وآخرون ، ترجمة ، موسى خوري ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، ١٩٩٦ ، ص : ٢٢.
(٣) عالم المعرفة ، الكون ، كارل ساغان ، ترجمة ، نافع أيوب لبس ، الكويت ، المجلس الوطني للثقافة ، ١٤١٤ ه / ١٩٩٣ ، ص : ٣٦ ، وانظر رحلة في الكون والحياة ، أحمد محمد عوف ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٩٦ ، ص : ١٢٣ ، وانظر : نشأة الكون ، السموات السبع ، محمد جمال الدين الفندي ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٧٣ ، ص : ١٤٢.