بانفجار مدو عظيم أدى إلى انفصال الكتلة الملتحمة ، وتفرقت أجزاؤها في أنحاء الفضاء ، وكانت درجة الحرارة وقتها عالية جدا ثم تبردت وانخفضت ...
هذا ما توصل إليه علماء الكون (١) بعد دراسات حثيثة ومضنية ، كلفتهم ما الله به عليم من الجهد والوقت والمال ، لكننا نجد أن القرآن الكريم قد سبقهم لتسطير هذه الحقيقة حول أصل الكون ومولده ، قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ، حيث قال الله جل جلاله : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) (٢) ، ما أعظمها من آية وما أدق بيان الحق فيها ، فهي تصور لنا أن السموات والأرض كانتا (رَتْقاً) أي كتلة واحدة ملتصقة متماسكة (فَفَتَقْناهُما) أي فصلنا أجزائهما من مجرات وكواكب ونجوم ... وهذا ما كشف عنه العلم المعاصر اليوم ، أو ليس هذا التوافق داعيا البشر ليطأطئوا الرءوس إجلالا وتعظيما لهذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
__________________
(١) ما يؤخذ على القول (بالانفجار العظيم) ونرده ولا نقبله هو (الانفجار) لأن الانفجار يدل على العشوائية وعدم الرتابة والانضباط ، لذلك نرى أن تستبدل هذه اللفظة ، وهذا المصطلح بالمصطلح القرآني (الرتق والفتق) لأنه أدق في التعبير عن بداية خلق الكون ، وأفصح وأوضح لغة وحقيقة.
(٢) سورة الأنبياء ، الآية : ٣٠.