والنار ... وجعلوها آلهة لهم ، أو كان مرتكزا على الدراسات الصحيحة التي تعتمد على الرصد والحسابات الفلكية والرياضية.
وإذا ما طوينا صفحة الخيال أو الخرافة التي كانت سائدة ومسيطرة على عقل الإنسان في معظم الحضارات القديمة ، واتجهنا إلى التعرف على الدراسات الحديثة التي شهدها الإنسان في بداية القرن العشرين ، فإننا نجد تطورا هائلا في مجال الفلك بسبب الاكتشافات الكبيرة لأسرار الكون ، عبر المراصد الضخمة ، ومن خلال النظريات العلمية الجديدة.
وقبل الشروع في عرض وبيان آراء العلماء حول مولد الكون ونشأته ، ينبه إلى أن هناك العديد من النظريات التي أعلنت حول أصل الكون ، إلا أن معظمها خفت صوتها وغيّبت ، عند ما ظهرت أحدث نظرية حول مولد الكون والتي تدعى بالانفجار العظيم (big bang) بل والتي أجمع على صحتها جمهور علماء الفلك ، مما دفع بعض الفلكيين إلى القول بأنها حقيقة قطعية كما سيأتي.
وبوسعنا الآن أن نستعرض طائفة من دراسات الفلكيين حول الانفجار الكوني العظيم ، لنرى مدى التوافق بين ما أثبتوه ، وبين الحقائق القرآنية التي سبق وأن قرر من خلالها الحق نشأة الكون.
الحقائق العلمية :
(توصل عالم الفلك البلجيكي «جورج إدوارد لوميتر» (١) إلى نتيجة الانفجار العظيم ، وأعلنها في عام ١٩٢٧ ، وقد افترض في مستهل الأمر أن المادة الكونية كانت كلها مضغوطة في حجم ضئيل للغاية أسماه البيضة الكونية ، ثم تعرض ذلك الجسم لتمدد مفاجئ سريع وما زال يتمدد ، ولما طرح «هبل» (٢) قانونه في عام ١٩٢٩ ، وشرح
__________________
(١) جورج إدوارد لوميتر ، ١٨٩٤ ـ ١٩٦٦ ، كاهن بلجيكي كان رائدا في علم الرياضيات ، عمل أستاذا في جامعة لوفان ، أهم أبحاثه التي أدت إلى نظرية الضربة الكونية الكبرى عن تكوين الكون ، ظهرت في عام ١٩٢٧ ، خدم في الجيش البلجيكي ، وربح ميدالية الحرب وقتها. انظر : موسوعة غينيس في علم الفلك ، باتريك موور ، ترجمة ، مركز التعريب والبرمجة ، بيروت ، الدار العربية للعلوم ، الطبعة الأولى ، ١٤١٥ ه / ١٩٩٤ ، ص : ٢٨٤.
(٢) أدويل هبل ، ١٨٨٩ ـ ١٩٥٣ ، فلكي أمريكي معاصر ، قام برصد ملايين النجوم من مرصد جبل بالومار ، وقام بتصنيفها في مجموعات ، أعلن أن الكون أكبر مما يتصور العلم آنذاك. الأطلس الفلكي ، عصام الميداني ، دمشق ، دار دمشق ، ١٩٩٦ ، ص : ٨٨.