الحقائق العلمية :
أفاض العلماء في الحديث عن نهاية الشمس ، وعن الصورة الرهيبة التي ستنتقل إليها وتتلوّن بها عند أنفاسها الأخيرة ، واعتبروا الشمس : (مثل أي إنسان لها مولد وبداية ، ثم شباب ، ثم شيخوخة ، ثم موت ... إن الشمس تتقلّص بتأثير الجاذبية ، وهكذا تنقلب الطاقة إلى أشعة ، وبناء على ذلك ستصل الطاقة الشمسية إلى نهاية محتومة ، وحسب هذه الحقيقة ستتقلص الشمس ، وبالتالي يتركز حقل الجاذبية في حجم أصغر ، وبالتالي يزداد التركيز أكثر ، ويتسارع التقلص فيزداد إنتاج الطاقة ، ويتناقص رصيد الشمس منها بالتدريج ، حتى تخمد وتتوقف عن التقلص حتى تموت ، بعد أن ينفد مصدر طاقتها ، ولا تجد إشعاعا ترسله إلى ما حولها ... لقد قضت الشمس ٢٥ مليون سنة حتى بلغت حجمها الحالي ، ولا ندري كم ستحتاج من الوقت حتى تبلغ مرحلة العدم ، صحيح أن الطاقة النووية تعطي القدرة للشمس ، وبما أنها معين هائل فإنها تؤخر حدوث الكارثة ، ولكن تبقى الحقيقة المؤلمة وهي أن الشمس ستصل إلى نقطة ختام ، حتى ولو بعد ملايين السنين) (١).
(إن ضوء الشمس في ازدياد بشكل بطيء ، وسيستمر الازدياد دون توقف في المستقبل ، إلى أن ينتهي (الهيدروجين) الموجود في مركزها ، وعند ما تأخذ عملية نشوئها وقعا سريعا ، وسيحدث ذلك بعد خمسة مليارات من السنين ، وهذا يفسّر على أنه بمرور الزمن فإن الشمس تزداد حجما وسرعة إضاءة ثم تنتفخ عند جوانبها ، وتأخذ في البرودة إلى أن تصبح عملاقة حمراء ، وعندها سيكون في مقدور طبقتها الجوية الرقيقة الهائلة ، أن تبتلع كوكب عطارد ثم الزهرة ، ومن الممكن الأرض ، ولكن عند نمو احمرارها ، فإن بروزها يقارب وصوله إلى الأرض ، وعندها سوف لن يكون في إمكان الشمس التهام أكثر من شعبة صخرية ملتهبة ، وبعد ذلك يأتي زمن اختفاء الشمس من المشهد المعلوم ، حيث تنكمش وتصير غير مستقرّة ، وفي النهاية لا يبقى منها إلا أطلالها ، حيث تنكمش مادتها حول مركزها ، وتتحوّل بعد كل ذلك إلى قطعة قزمة بيضاء ، وتكون نجمة الشمس عندها قد ماتت) (٢).
__________________
(١) الزلزال الكوني الأعظم ، عبد العليم عبد الرحمن خضر ، جدة ، الدار السعودية ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ ه / ١٩٩٣ ، ص : ٣٢.
(٢) الأجرام السماوية ، غيدو روجيري ، ترجمة ، عبد اللطيف أبو عرقوب ، طرابلس ، الدار الجماهيرية ، الطبعة الأولى ، ١٩٨٤ ، ص : ٢٣٩.