ثم قال ابن الجزري : لقد تتبعت اختيار خلف فلم أره يخرج عن قراءة الكوفيين في حرف واحد ، ولا عن حمزة ، والكسائي ، وأبي بكر شعبة إلا في حرف واحد ، وهو قوله ـ تعالى ـ (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) [الأنبياء : ٩٥]. قرأها حفص ، والجماعة «وحرام» بالألف (١).
توفي خلف في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ـ رحمهالله تعالى ـ.
تاريخ الرواة العشرين :
راويا الإمام الأول نافع : قالون ، وورش :
فأما قالون (ت : ٢٢٠ ه) فهو : عيسى بن مينا المدني معلم العربية ، ويكنى أبا موسى ، وقالون لقب له ، يروى أن نافعا لقبه به لجودة قراءته ، لأن قالون بلسان الروم : جيد. وكان قالون قارئ المدينة ، ونحويها ، وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه.
قال قالون عن نفسه : قرأت على نافع قراءته غير مرة ، وكتبتها عنه ، توفي قالون سنة عشرين ومائتين ، ـ رحمهالله تعالى ـ (٢).
وأما ورش (ت : ١٩٧ ه) الراوي الثاني عن نافع : فهو : عثمان بن سعيد المصري ، ويكنى أبا سعيد ، وورش لقب له ، ونافع هو الذي لقبه به لشدة بياضه.
قال ابن الجزري (ت : ٨٣٣ ه) : رحل ورش من مصر إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة ١٥٥ ه خمس وخمسين ومائة ، ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بها ، فلم ينازعه فيها منازع ، مع براعته في العربية ، ومعرفته بالتجويد ، وكان حسن الصوت. ا ه (٣).
وقال الذهبي (ت : ٧٢٨ ه) كان ورش أشقر ، سمينا ، مربوعا ، يلبس مع ذلك ثيابا متواضعة ، وإليه انتهت رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه. ا ه (٤).
توفي ورش سنة سبع وتسعين ومائة من الهجرة ـ رحمهالله تعالى ـ.
__________________
(١) في كلمة ((وحرام)) قراءتان صحيحتان : الأولى قراءة كل من شعبة ، وحمزة ، والكسائي ((وحرم)) بكسر الحاء ، وسكون الراء ، وحذف الألف. والثانية : قراءة باقي القراء العشرة ((وحرام)) بفتح الحاء ، والراء ، وألف بعد الراء ، انظر : المهذب في القراءات العشر (٢ / ١٦٤).
(٢) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١١٣) ، ط. القاهرة.
(٣) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري (١ / ١١٣) ، ط. القاهرة.
(٤) انظر : معرفة القراء الكبار للذهبي (١ / ١١٦) ، ط. القاهرة.