إجابات غير مقنعة
إنّ صعوبة الردّ على هذا الإشكال دفعت البعض لتوجيه آيات الخلود ، ففسروها بعدم إعتماد الخلود في العقاب على أنّه يخالف العدل برأيهم.
١ ـ قال البعض : المراد بالخلود معناه الكنائي أو المجازي ، يعني مدّة طويلة نسبياً وهذا من قبيل مايطلق على من يحكم في السجن إلى آخر عمره فيقال حكم عليه بالسجن المؤبد ، والحال ليس هناك من أبدية في أي سجن حيث تنتهي هذه المدّة بانتهاء العمر ، ومنه ما تعارف لدى العرب من قولهم «يخلد في السجن».
٢ ـ وقال البعض الآخر : إنّ مثل هؤلاء الأفراد الذين أفنوا أعمارهم في الذنب والخطيئة حتى أحاطت بهم وأصبح وجودهم معصية فإنّهم وإن خلدوا في النار ، إلّاإنّ هذه النار لا تبقي على حالها وبالتالى سيأتي اليوم الذي تخمد فيه هذه النار ـ كسائر النيران الأخرى ـ فيشعر أهلها بنوع من الهدوء الخاص.
٣ ـ وأخيراً احتمل البعض حصول حالة من الإنسجام مع النار بعد مرور مدّة من الزمان وتحمل شدّة العذاب حيث يكتسبون خصائص الوسط فيتكيفوا معه بالتدريج ويعتادوه ، وعلى ذلك فلا يعودون يشعرون بأي عذاب وألم!
* * *
طبعاً كما ذكرنا فإنّ كل هذه التوجيهات بسبب العجز عن حلّ مشكلة العذاب الأبدي ، وإلّافإنّ ظهور الآيات في خلود عذاب طائفة معيّنة ممّا لايمكن إنكاره.