ولكن يلزم من هذا الكلام إنقطاع الأنا وتبدل وعدم وحدة الشخصية ، لأنّ الأنا التي أتى بها الدكتور آراني بالضبط كأقمشة مصنع لحياكة الأقمشة التي تتبدل باستمرار إلّاأنّها متصلة مع بعضها.
ومن هنا فقد أضطر البعض للقول : للأنا حيثية نسبية ، فكل شخص من جهة هو نفسه ومن جهة غيره ، كما يقول في نفس الكتاب :
«في الوقت الذي أنا نفسي فأنا لست نفسي ، أنا ذلك الثابت ، ولكن المتغير أيضا ، أفضل مثال لفهم هذه القضية التشبيه بالنهر ، فالنهر جاري وكل لحظة تختلف عن اللحظة السابقة ومع ذلك فهو نفس النهر» (١)
ويبدو هذا الكلام عجيباً ، لأنّ معناه هكذا : أنا لست ذلك الشخص قبل عدّة سنوات وقد تغيّرت حقيقة إلّاأنّي أظن أنّي أنا! ... وهذا على خلاف ضمير أي شخص.
وناهيك عمّا سبق فان «أنا» لست مجموعة من التصورات ، والتصورات عملي (أنا) ، إذن فما هذه «الأنا» المبدأ للتصورات؟
ليس لهم جواب قانع على هذا السؤال ولايستطيعون أن يرونا موجوداً ثابتاً طيلة العمر كأساس لوحدة شخصيتنا.
* * *
٣ ـ عدم تطابق الكبير والصغير
كان البحث هل روح الإنسان حقيقة ثابتة وتفوق الطبيعة أم خاصية تتوقف على البدن ودائماً في حالة تغير.
فهل للدماغ نشاط فكري كما للفم نشاط إفراز البزاق والكبد الصفراء
__________________
(١) علم النفس ، ص ١٠٦.