مكانته العلمية
ورأي العلماء فيه
عملاق من عمالقة الفكر ، ورائد من رواد المعرفة ، وشيخ أطبقت شهرته على الآفاق، وتخطت السدود والحدود. يصفه ابن تغرى بردى فيقول :
«كان فريد عصره ، ووحيد دهره ، وإنه برع في المعقول ، وساد على أقرانه ، وشارك في المنقول ، وفي أنواع من العلوم ، وتصدى للإقراء والتدريس ، وبرع في التأليف والتصنيف ، وانتفع بمؤلفاته وبمصنفاته الخاص والعام» (١).
وقد عرف ابن خلدون فضل التفتازاني ، واطلع على مصنفاته في علم البيان والكلام ، وأصول الفقه ، ووصفه بأنه من عظماء هراة ، وأشاد بمكانته في العلوم العقلية ، وذلك حيث يقول :
«ولقد وقفت بمصر على تآليف متعددة لرجل من عظماء هراة من بلاد خراسان يشهر بسعد الدين التفتازاني ، منها في علم الكلام وأصول الفقه ، والبيان ، تشهد بأن له ملكة راسخة في هذه العلوم. وفي أثنائها ما يدل على أن له اطلاعا على العلوم الحكمية ، وقدما عالية في سائر الفنون العقلية» (٢)
أما صاحب كتاب أعلام الأخيار فيصفه بأنه موسوعة علمية ، ودائرة معارف في العلوم الإسلامية ، فهو وإن كان شافعي المذهب ، إلا أنه يكتب في فقه
__________________
(١) المنهل الصافي ج ٣ ص ٣٥٦ بتصرف.
(٢) راجع مقدمة ابن خلدون ج ٣ ص ١٠٩١.