فاقتصر الملّيّون (١) على ما يتعلق بمعرفة الصانع وصفاته وأفعاله وما يتفرع على ذلك من النبوة والمعاد. وسائر ما لا سبيل (٢) للعقل باستقلاله ، وما يترتب عليه إثبات ذلك من الأحوال المختصة بالجواهر والأعراض أو الشاملة لأكثر الموجودات فجاءت أبواب الكلام خمسة هي: الأمور العامة ، والأعراض والجواهر ، والإلهيات والسمعيات. وقد جرت العادة بتصديرها بمباحث تجري مجرى السوابق لها تسمى بالمبادئ فرتبنا الكتاب على ستة مقاصد ، ووجه الضبط أن المذكور (٣) فيه إن كان من مقاصد الكلام فإما سمعيات وهو المقصد السادس ، أو عقليات مختص بالواجب وهو الخامس ، أو بالممكن الجوهر وهو الرابع ، أو العرض وهو الثالث ، أو لا مختص (٤) بواحد وهو الثاني ، وإن لم يكن من مقاصد الفن فهو المقصد الأول من الكتاب ، ووجه الترتيب توقف اللاحق على السابق ، في بعض البينات (٥) ، وقد يقتضي الضبط والمناسبة إيراد شيء من مباحث تأتي (٦) في الآخر كمسألة الرؤية في الإلهيات ، وإعادة المعدوم في السمعيات.
__________________
(١) في (ب) الملبون وهو تحريف.
(٢) زيد في (ب) كلمة (إليه).
(٣) سقطت من (ب) كلمة (أن).
(٤) في (ب) أولا يختص.
(٥) في (ب) البيانات.
(٦) في (ب) باب في آخر.