معرفة الصانع (١) بالنظر لا تفيد النجاة ما لم يتصل به تعليم ، ولم يكن مأخوذا من معلم وامتثالا لأمره على ما قاله النبي صلىاللهعليهوسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله»(٢).
وفي التنزيل :
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) (٣)
و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٤)
وكثير من المعترفين بالصانع ووحدانيته كانوا كافرين بناء على عدم أخذهم ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام ، وعدم امتثالهم أمره ، فطريق الرد عليهم أن حاصل ما ذكرتم الاحتياج في النجاة إلى معلم ، علم صدقه بالمعجزات وذلك هو النبي عليه الصلاة والسلام ، وكفى به إماما ومرشدا إلى قيام الساعة من غير احتياج في كل عصر إلى معلم يجدد طريق الإرشاد والتعليم ، وتتوقف النجاة على متابعته والاعتراف بإمامته ، وأما احتجاج الملاحدة مع الجواب عنه فظاهر من المتن.
__________________
(١) في (ب) الثاني بدلا من الصانع وهو تحريف.
(٢) الحديث رواه البخاري في الإيمان رقم ١٧ ، ٢٨ وفي الصلاة رقم ٢٨ وفي الزكاة رقم ١ وفي الاعتصام ٢٨٠٢. ورواه أبو داود في الجهاد رقم ٩٥ والترمذي في التفسير سورة رقم ٨٨ (الغاشية) والنسائي في الزكاة رقم ٣ وابن ماجة في الفتن ١ ـ ٣ والدارمي في السير رقم ١ وأحمد ابن حنبل في مسنده ج ٤ ص ٨.
(٣) سورة محمد آية رقم ١٩.
(٤) سورة الصمد آية رقم ١.