الإسلامية نتيجة لهذه الأفكار ، والآراء الغريبة المنافية للوحي ، والرسالة المنزلة.
فيقول : «لقد أفضى هذا بالمعتزلة إلى أنهم قالوا : إن الله عزوجل يعلم جمل الأشياء ولا يعلم تفاصيلها.
وقال جهم : علم الله وقدرته وحياته محدثة.
وروى أبو محمد النوبختي عن جهم أنه قال : إن الله عزوجل ليس بشيء.
وقال أبو علي الجبائي ، وأبو هاشم ومن تابعهما من البصريين : المعدوم شيء وذات ونفس ، وجوهر ، وبياض ، وصفرة ، وحمرة ، وأن الباري سبحانه وتعالى لا يقدر على جعل الذات ذاتا ، ولا العرض عرضا ، ولا الجوهر جوهرا ، وإنما هو قادر على إخراج الذات من العدم إلى الوجود.
أما لما ذا اختلف رجال الكلام ، وتباينت أقوالهم ، فإن ذلك يرجع إلى العجمة التي أصابت المسلمين بسبب عكوفهم على الفكر الأجنبي ، وإهمالهم لغة القرآن ، وأساليب العربية». (١)
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : «ما جهل الناس ، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب ، وميلهم إلى لسان أرسطاطاليس» (٢).
وأخرج الإمام البخاري في تاريخه الكبير ، عن الحسن البصري رضي الله عنهما قال : «إنما أهلكتهم العجمة».
ويرى الإمام السيوطي رحمهالله أن هؤلاء المارقين ، أخذوا يؤولون القرآن والحديث النبوي ، على مصطلح لسان يونان ، ومنطق أرسطاطاليس.
وما نزل القرآن إلا بلغة العرب ، وببيان العرب. قال تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (٣).
__________________
(١) تلبيس إبليس ص ٨٤ للإمام أبي الفرج عبد الرحمن الجوزي ط محمود مهدي.
(٢) أورد هذا النص قاضي المسلمين الحافظ عز الدين ابن قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة في تذكرته.
(٣) سورة إبراهيم آية رقم ٤.