هذه المعاني ضرورية حاصلة لمن لم يمارس طرق الاكتساب إلا أنها قد تعرف تعريفات لفظية ، كالوجود والعدم. فيقال :
الوجوب ضرورة الوجود أو اقتضاؤه أو استحالته العدم ، والامتناع ضرورة العدم أو اقتضاؤه ، أو استحالة الوجود ، والإمكان جواز الوجود والعدم ، أو عدم ضرورتهما ، أو عدم اقتضاء شيء منهما (١) ، ولهذا لا يتحاشى عن (٢) أن يقال الواجب ما يمتنع عدمه ، أو ما لا يمكن عدمه ، والممتنع ما يجب عدمه ، أو ما لا يمكن وجوده ، والممكن ما لا يجب وجوده ، ولا عدمه ، أو ما لا يمتنع وجوده ولا عدمه ، ولو كان القصد إلى إفادة تصور هذه المعاني ، لكان دورا ظاهرا ، وظهر هذه المفهومات الوجود لكونه تأكد الوجود ، الذي هو أعرف من العدم ، لما أنه يعرف بذاته ، والعدم يعرف بوجه ما بالوجود ، والنزاع في أن مفهوم الوجوب والإمكان وجودي أو عدمي ، مبني على اختلاف مفهومات الخواص ، التي باعتبارها يطلقان على الواجب والممكن. وأما في الواجب فكاقتضاء الوجود بحسب الذات ، والاستغناء عن الغير ، وعدم التوقف عليه ، وما به (٣) يمتاز الواجب عن الممكن والممتنع ، وأما في الممكن ؛ فالاحتياج إلى الغير والتوقف عليه وعدم الاستغناء عنه ، وعدم اقتضاء الوجود أو العدم ، أو ما به يمتاز الممكن عن الواجب والممتنع.
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (منهما).
(٢) سقط من (أ) لفظ (عن).
(٣) في (أ) بزيادة (به) وبهذا (اللفظ) يستقيم المعنى.