وجدال ابن الزبعرى (١) في حق عيسى وعزير والأصنام. قال تعالى : (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً) (٢).
وجدال موجود في جبلة الإنسان. قال تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)(٣).
وقيل الأصل في الجدل : الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجدالة أي الأرض الصلبة.
نشأة علم الجدل :
يرى كثير من المفكرين والعلماء أن الجدل ظاهرة إنسانية وجدت مع وجود الإنسان على ظهر البسيطة.
بل إن هذه الظاهرة وجدت في غير الجنس البشري كالملائكة وإبليس ويعللون ذلك أن النفس البشرية مجبولة على حب الدفاع عنها ، وتقريب مطالبها الدنيوية ، ولن يتم لها ذلك إلا باستعمالها أسلحة الجدل وقوارع الحجج ، وهذه الظاهرة لن يتخلى عنها البشر حتى في ساحة الحشر ويوم الحساب الأعظم ، قال تعالى :
(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) (٤).
والقرآن الكريم يحدثنا عن موقف الملائكة من ربهم عند ما أخبرهم بقوله : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا : أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) (٥).
__________________
(١) هو عبد الله بن الزبعرى القرشي السهمي ، كان من أشد قريش على المسلمين ثم أسلم عام الفتح.
(انظر ترجمته في الإصابة رقم ٤٦٧٠).
(٢) سورة الزخرف آية رقم ٥٨.
(٣) سورة الكهف آية رقم ٤٥.
(٤) سورة النحل آية رقم ١١١.
(٥) سورة البقرة آية رقم ٣٠.