إذا فكما أن ذاته تعالى خارجة عن الحدين حدّ الابطال وحدّ التشبيه ، فلا نقول أنه ليس ولا أنه شيء كالأشياء.
كذلك صفاته الذاتية خارجة عن الحدين حدّ الابطال فلا يقال ليست له صفة ، وحدّ التشبيه فلا يقال أنه موصوف كسائر خلقه لا هذا ولا ذاك. وإنما صفاته تعالى أمر بين أمرين وبرزخ بين عالمين.
خلاصة الكلمة التي تناسب ساحة الألوهية :
أن صفاته عين ذاته دون أن تزيد عليها أو تحيثها بمختلف الحيثيات والجهات بل أنه تعالى في وحدته وأحديته المطلقة كل الكمال الكمال الكل فأسماؤه وصفاته المختلفة تعبيرات عن ذات واحدة لا أن ذاته مجمع ذوات أو صفات مختلفة كلا فإنما أسمائه تعبير وأفعاله تفهيم ، فمن سوى الله حياته وعلمه وقدرته غير ذاته قد تتصف وقد تفقدها قد تزيد فيها وقد تنقص.
ولكن الله تعالى ذاته العلم كله وذاته القدرة :
كلها دون إختلاف بينها أنفسها ولا بينها وبين الذات إلا في تعبير اللغات وتعبير العبارات تقريبا لأفهامنا.
ما الدليل على أن لك صانعا :
من كلام الإمام الصادق عليهالسلام مع أبي شاكر الديصاني.
أبو شاكر أتأذن لي في السؤال؟
الإمام عليهالسلام؟ سل عما بدا لك.
أبو شاكر : ما الدليل على أن لك صانعا؟
الإمام عليهالسلام : وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين : إما أن أكون صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين وإما أن أكون صنعتها ، وكانت موجودة أو صنعتها وكانت معدومة فإن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيت