واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا وقول القائل أنه ربنا عزوجل أحدي المعنى يعنى به أنه لا ينقسم من وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل وإليه أشير قول الباقر الإمام الخامس عليهالسلام كلما ميزتموه بأوهامكم بأدق معانيه فهو مخلوق لكم ومردود إليكم ، فالذي يدل على التوحيد بمعنى نفي الشريك امور :
الأول : ان من تأمل بفكر سليم وعقل مستقيم في هذا العالم الكبير الذي هو ما سوى الله رآه من مبدئه وهو عالم العقول والأرواح إلى منتهاه وهو عالم الأجسام كما قال الفيلسوف السبزواري :
بل جعل القوم أولو الفطانة |
|
عناصرا كحجر المثانة |
فبالنظام الجملي العالم |
|
شخص من الحيوان لا بل آدم |
عالم الأجسام كسلسلة مشتبكة منتظمة بعضها في بعض وكل جزء منها مرتبط بما يليه، فإن الفقير محتاج إلى الغنى وبالعكس والعالم إلى الجاهل وبالعكس وهكذا الصغير والكبير والجليل والحقير والأرض والسماء وكذا جميع الموجودات ، فالعالم كبيت واحد يفسده تعدد المدبر أو كبدن يفسده تعدد الروح وكما أنه إذا تعدد رئيسان في منزل أو حاكمان في بلد أو سلطانان في مملكة أورث اختلال نظامها وأوضاعها فكذا لا تنتظم السماوات والأرضون وما فيها وما بينهما بإلهين وكما أن ائتلاف أعضاء الشخص الواحد الإنساني منتظمة في رباط واحد منتفعا بعضها من بعض مع اختلافها وامتياز بعضها عن بعض يدل على أن مدبرها واحد وممسكها عن الانحلال قوة واحدة ومبدأ واحد.
فكذلك ارتباط الموجودات بعضها ببعض على الوصف الحقيقي والنظم الحكمي دليل على أن مبدعها ومدبرها وممسك رباطها أن تنفصم واحد حقيقي يمسك السموات والأرض أن تزولا ، وإلى هذا اشير في القرآن بقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) وقوله (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً