تجبره على الخلق ، وحيث لم تكن هناك قوة قاهرة تجبره على الخلق مثبت أنه تعالى مختار.
الثالث : عالم حكيم ويدل عليه أنه تعالى لو لم يكن عالما لكان جاهلا ، والجهل من أهم عوامل النقص في الذات ، والذات لا تكمل إلا بإزالة كل ما ينقصها ، واحتمال وجود النقص في ذات واجب الوجود يجعله مفتقرا ومحتاجا إلى من يكمل فيه النقص ، وإن الله تعالى كامل بذاته لا يتصور فيه النقص وتشهد حكمته وتدبيره واتقانه خلق كل شيء على علمه.
فالدقة في الصنعة ومكنونات العالم والروعة في كل ما خلق من أكبر الأدلة على علمه بكل شيء كان وما سيكون وما هو كائن.
أما النقل فيدل عليه قوله تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ، وقال تعالى : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، وقال تعالى : (أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ). ويكفي في ثبوت علمه تعالى الآيات الكثيرة والأخبار المتواترة بناء عليه لا يخفى خرافات المتكلمين وبعض فلاسفة العالم ، وأن العلم فيه تعالى حضوري أو حصولي بل إن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وجودها كعلمه بها بعد وجودها لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى وما تكن الصدور ولا يجهل شيئا ، والحكيم يطلق على معان : أحدها وضع الأشياء في محلها وضده الظلم والسفه ، وثانيها العلم بالأشياء كما هي عليه وضده الجهل ، وثالثها ترك القبيح الذي هو الإخلال بالواجب ، ورابعها العلم بالأشياء ومعرفتها بأفضل العلوم ، وأفضل العلوم العلم بالله تعالى وأجل الأشياء هو الله تعالى ، والله سبحانه لا يعرفه كنه معرفته غيره وجلالة العلم بقدر المعلوم فهو الحكيم حقا لعلمه أجل الأشياء بأجل العلم ، ويدل على أنه حكيم ايجاد الموجودات ومكونات العالم بأحسن نظام ،