الصفات لأن معنى قولنا عادل أنه حكيم ليس بظالم ، فهو إما من الصفات الكمالية أو الجلالية ولكنه أفرد لكثرة متعلقاته واصوله.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام :
التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه.
وبالجملة فالعدل هو اعتقاد أنه تعالى عادل في مخلوقاته غير ظالم لهم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب ولا يجوز في قضائه ولا يحيف في حكمه.
الله تعالى لا يفعل القبيح :
لا خلاف بين الناس من أن فعل الخير حسن وفاعله يستحق المدح وفعل الشر قبيح وفاعله يستحق الذم واختلف الناس في مصدرهما.
قالت المجوس : إن مصدر الخير من الله تعالى ومصدر الشر من الشيطان.
وقالت الثنوية : إن مصدر الخير من النور ومصدر الشر من الظلمة.
واختلف المسلمون في مصدرهما.
قالت الشيعة الإمامية الاثنى عشرية وتبعتها المعتزلة : إن الله تعالى هو مصدر الخير والفيض سبقت رحمته غضبه وهو الرحمن الرحيم ، وأنه منزّه عن فعل القبيح ومنه الشر لأن من صفاته الذاتية العلم ومن صفاته الحسن الحكمة ، وفعل القبيح منه تعالى يستلزم إما نفي العلم عنه بقبح فعل الشر أو نفي الحكمة عنه تعالى لسوء التدبير ، وإن نفي العلم عنه بقبيح فعل الشر يوجد النقص في علمه وإكمال النقص فيه يحتاج الى من يكمله ليكون عالما مطلقا له تمام العلم ووجود من يكمل فيه هذا النقص يجعله ممكن الوجود كسائر المخلوقات المفتقرة الى الكمال ويخرج عن كونه واجب الوجود ، وأن نفي الحكمة عنه يجعله غير قادر على إيجاد الفعل على الوجه الأكمل ، ولا يحسن تدبير الأشياء تدبيرا متقنا ويحمله على أن يأمر بما نهى عنه وينهى بما أمر به لأن من مستلزمات الحكيم أن