ولقد كانت أقواله وأحواله كلها معجزات باهرات وآيات واضحات تدل على صدقه وحقيقة نبوته ورسالته وكفى بكتاب الله معجزا عظيما كما يشير بيانه بل معجزاته عليهالسلام أقوى من معجزات الأنبياء السابقين ظهورا وأقرب صدورا وأوفر عددا وأصح سندا بل معلوم بالتواتر الذي يفيد العلم بالضرورة.
فمنها انشقاق القمر فقد روى الشيخ الطوسي (ره) في تفسير التبيان عن ابن عباس أنه اجتمع المشركون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا إن كنت صادقا فشق لنا القمر فلقتين ، فقال لهم : إن فعلت تؤمنون ، قالوا : نعم. وكانت ليلة بدر فسأل ربه أن يعطيه ما قالوا فانشق القمر فلقتين ورسول الله ينادي يا فلان يا فلان اشهدوا.
وقال ابن مسعود : انشق القمر على عهد رسول الله شقتين فقال لنا رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : اشهدوا اشهدوا.
وروي أيضا عن ابن مسعود أنه قال : والذي نفسي بيده لقد رأيت الحراء بين فلقي القمر.
وعن جبير بن مطعم قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى صار فرقتين على هذا الجبل.
وحديث انشقاق القمر مروي عن جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله ابن مسعود وانس بن مالك وحذيفة بن اليمان وابن عمر وابن عباس وعليه جماعة المفسرين فلا يسمع ما نقل عن بعض العامة من عدم انشقاق القمر في الماضي بل في المستقبل يعني في القيامة.
إن قلت : انشقاق القمر لو كان لم يخف على أهل الأقطار ولدونوا ذلك في دفاترهم ، والحال أنهم لم يكتبوا ذلك في تواريخهم ، فيحمل قوله تعالى في سورة القمر وانشق القمر على أنه يقع ذلك فيما بعد ، قلت أولا : وقع الانشقاق ولكن الخفاء وعدم تدوين بعض أهل الأقطار يكون بلحاظ أن كروية الأرض مانعة