وفي الطلوع بعد الغروب اخرى ، واطاعة الشجرة له بالإتيان حتى انقلعت من مكانها وخدّت الأرض جارة عروقها مغبرة فوقفت بين يديه وسلمت عليه ، ثم رجعت بأمره إلى مكانها كما هو مذكور في نهج البلاغة ، وتسليم الأحجار عليه وتظليل الغمامة على رأسه دون القوم في طريق الشام ، وتظليل الملكين عليه حين رأته خديجة ونساؤها وعبدها مسيرة ، وتسبيح الحصى في كفه المبارك وظهور البركات والآيات في بني سعد بإرضاع حليمة السعدية إياه ، ونبات الشعر من رءوس الأقرعين من الصبيان بإمرار يده الشريفة عليها وانفجار البئر التي شكا أهلها ملوحتها بالماء الزلال ، وكانت غائرة ، واعطائه رجلا عرجونا في ليلة مظلمة فأضاء له واعطاء آخر قطعة من جريد النخل خضراء حين اشتكى انقطاع سيفه فصارت سيفا في يده ، وإلقاء بصاقه على كف ابن عفر المقطوعة فلصقت من ساعته ودعاؤه آية للدوسي ليدعو قومه إلى الإسلام ، فوقع بين عينيه مثل المصباح ، ثم حول ذلك إلى رأس سوطه لما خاف أن يظنوا به المثلة وعصمة الله ممن كان يؤذيه من المستهزئين وردّ كيدهم عليهم وحيلولة جبرائيل بينه وبين أبي جهل لعنه الله في صورة فحل أو أسد قدر الفحل من الإبل حين أراد إلقاء الصخرة عليه في سجوده.
الثالث من معجزاته صلىاللهعليهوآلهوسلم القرآن الكريم
عقيدة الامامية فيه :
اتفق الإمامية الاثنى عشرية بكلمة واحدة على أنه لا زيادة في القرآن وجزموا بكلمة قاطعة أن بين الدفتين هو القرآن المنزل دون زيادة ونقصان واليوم أصبح هذا القول ضرورة من ضرورات الدين ، بل عقيدة لجميع المسلمين إذ لا قائل بالنقيصة لا من السنة ولا من الشيعة ، وذكر سيدنا واستاذنا في العلوم العقلية ، آية الله السيد ابو القاسم الخوئي النجفي في تفسيره واصوله ، وأما دعوى التحريف فإنا نمنع وقوعه أولا ، ولم يقل به إلا بعض العامة وتبعه نفر من الخاصة الذين لا تحصيل له ، فإن القرآن بلغ من الأهمية عند المسلمين في