غلطة في القرآن واحدة ولو ارتكنوا على كل ما في أيديهم من العلوم العصرية ، فلا يتأتى لهم ذلك ولو وجدوا فيه خطأ صغيرا ، ما كانوا إلا مظهريه ، ولكن أنى لهم ذلك والعلوم كل يوم في تبديل وتغير ، وكل لحظة تظهر بها معان باهرة للآيات ما كنا لنفهم معناها إلا بعد تقدم العلوم ، فلنضرب لكم مثلا كان الفلكيون يدعون أولا ان الأرض ثابتة والشمس متحركة ، ثم قالوا بل الأرض متحركة والشمس ثابتة ، ثم جاءوا اليوم يقولون علمنا الآن ان كلا في فلك يسبحون ، وان الشمس حقيقة تجري لمستقر لها ، فمن ذلك نتأكد ان العلوم تتغير وتترقى والقرآن ثابت لا يتغير بالحوادث ، فإن وجد في الكتاب الحكيم شيء لا نفهمه وجب علينا أن ننظر رقي العلوم ، ولا نشك لحظة في صحة القرآن.
وفي دائرة معارف فريد وجدي الجزء الخامس كتب المسيو شانلبيه وهو مدرّس العلوم الاجتماعية في كلية فرنسا : مباحث في حالة المسلمين ، منها ان اللسان العربي المبين الذي نزل به القرآن أهم رابطة وأوثق عروة بين أعضاء الاسرة الإسلامية الكبرى لأنه إذا كان لا يتكلم بهذا اللسان في المعاملات اليومية الجارية إلى أن قال فمما لا مشاحة فيه ان النطق به جار على السنة المسلمين كافة فيما يرتلونه من الآيات القرآنية بين بلاد الصين وإفريقية الجنوبية من جهة وبين جزائر الفلبين ومراكش من جهة أخرى فضلا عن ان الكتابة بها عامة بين سائر المسلمين الذين يقرءون القرآن.
قال المسيو جول لابوم الفرنسي : القرآن اكثر من الوعظ والزجر والترغيب والترهيب ، فلم يوجّه الكلام في واحدة للكبراء والقادة ، ولكنه وجهه للناس كافة.
وقال الكاتب الانكليزي وليز : من نظر إلى القرآن وجد فيه آراء علمية قانونية واجتماعية ، فالقرآن كتاب علمى وديني واجتماعي وتهذيبي واخلاقي