وقد وردت في آيات متكاثرة وروايات متواترة ، قال الله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ... أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ). ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ، ولكن لا تشعرون ، وقال تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها ، وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
وقد تظافرت الأخبار من الخاصة والعامة أن الروح بعد مفارقتها البدن تتعلق بأجسام لطيفة في غاية اللطافة كأجسام الملائكة والجن ، مشابهة للأبدان العنصرية تتعيش بها.
وروى الشيخ المفيد (ره) بإسناده عن يونس بن ظبيان ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال : ما تقول الناس في أرواح المؤمنين بعد موتهم ، قلت : يقولون في حواصل طيور خضر ، فقال : سبحان الله المؤمن أكرم على الله من ذلك إذا كان ذلك يعني الاحتضار أتاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي عليهالسلام وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ومعهم ملائكة الله عزوجل المقربون ، فإن انطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد وللنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنبوة والولاية لأهل البيت شهد على ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون معهم ، وإن اعتقل لسانه خصّ الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلم ما في قلبه من ذلك فشهد به وشهد على شهادة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم علي وفاطمة والحسن والحسين ومن حضر معهم من الملائكة ، فإذا قبضه الله إليه صيّر تلك الروح إلى الجنة في صورة كصورته فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصور التي كانت في الدنيا.
وقد روى في إرشاد الديلمي والبصائر وغيرهما ، أن أمير المؤمنين عليهالسلام رأى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بعد موته ، وأن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام أري بعض أصحابه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى