لأنكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضائها أولى من تارك التميز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقطاع لأنه لم يشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الأبد.
٢ ـ أو لستم تشاهدون الليل والنهار وأحدهما بعد الآخر... نعم.
أفترونها لم يزالا ولا يزالان... نعم.
أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار... لا.
فإذا ينقطع أحدهما عن الآخر فيبقى أحدهما ويكون الثاني جاريا بعده..
كذلك هو.
الرسول الأعظم عليهالسلام : فقد حكمتم بحدوث ما تقدم من ليل ونهار وأنتم لم تشاهدوهما فلا تنكروا لله قدرة.
٣ ـ أتقولون ما قبلكم من الليل والنهار أم غير متناه فإن قلتم غير متناه فقد وصل إليكم آخر بلا نهاية لأوله وان قلتم أنه متناه فقد كان ولا شيء نهار والجمع بين الأزلية والانتهاء شيء جمع بين المتناقضين حيث الأزلية هي اللاحدية فلو كان للأزلي آخر كان محدودا.
الدهرية : نعم إنه متناه.
الرسول الأعظم عليهالسلام : أقلتم ان العالم قديم غير محدث وأنتم عارفون بمعنى ما أقررتم به وبمعنى ما جحدتموه.
الدهرية : نعم.
٤ ـ فهذا الذي نشاهده من الأشياء بعضها الى بعض مفتقر لأنه لا قوام للبعض إلا بما يتصل به كما ترى البناء محتاجا بعض أجزائه الى بعض وإلا لم يتسق ولم يستحكم وكذلك سائر ما نرى استدلال على حدوث الكون بظاهرة التركب ، فإذا كان هذا المحتاج بعضه الى بعض لقوته وتمامه هو القديم فأخبروني أن لو كان محدثا كيف كان يكون وما ذا كانت تكون صفته فصمتوا وعلموا أنهم