لا يجدون للحدث صفة يصفونه بها إلا وهي موجودة في هذا الذي زعموا أنه قديم ، فوجموا وقالوا : ننظر في أمرنا (البحار طبع الجديد ج ٩ ص ٣٦١).
قال راوي الحديث الامام الصادق عليهالسلام : فو الذي بعثه بالحق نبيا ما أتت على جماعتهم إلا ثلاثة أيام حتى أتوا رسول الله فأسلموا وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة وقالوا : ما رأينا مثل حجتك يا محمد نشهد أنك رسول الله.
بيان :
إن الرسول الأعظم عليهالسلام في حجاجه هذا : المثير مع الدهريين يسير سيرا حثيثا وفيقا فيمشيهم بخطواتهم أنفسهم الى تصديق ما كانوا ينكرون تدرجا في حجاجه عليهم يدعمه على دعائم أربع :
١ ـ تزييف القول أن عدم الوجدان دليل على عدم الوجود بأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود فعدم وجدان الحدوث لا يدل على الأزلية كعدم وجدان الفناء حيث يحكم على الأبدية ، إذا فلم صرتم بأن تحكموا بالقدم والبقاء دائما لأنكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضائها أولى من تارك التميز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقضاء والانقطاع لأنه لم يشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الأبد.
٢ ـ امكان الاستدلال بحدوث الحاضر من شيء على حدوث الغابر من نسخه أولستم تشاهدون الليل والنهار.
٣ ـ الحكم بتناهي الحادث مهما كثرت أفراده فإن قلتم غير متناه فقد وصل إليكم آخر بلا نهاية لأوله.
٤ ـ الحكم بحدوث كافة الأشياء لبناء حاجة بعضها الى بعض والحاجة والافتقار آية الحدوث حيث القديم والحادث يختلفان في الصفات كما في الذات اختلاف المتناقضين ومحال أن يكون القديم مفتقرا حيث الافتقار من آيات الحدوث وكافة صفات الحدوث مندمجة في الكون اطلاقا.