والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاءنا بهذه العبادة فإن تشككت في شيء من أمره فسئل عنه أوضحه لك.
ابن أبي العوجاء : أبلس ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه عليهالسلام فقال لأصحابه سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فالقيتموني على جمرة. البحار ج ١٠ ص ٣١٠.
الزنديق : ما الدليل على حدث العالم؟
قال الإمام جعفر بن محمد عليهالسلام : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها ، (حيث الأفاعيل حادثة مختلفة منسجمة منظمة فالفعل يدل على الفاعل واختلافه على نظمه يدل على علمه وحكمته ووحدته وسواء من دلالة الفعل على حدوثه ، كان الفاعل نفس المادة أو سواها إذ أن عروض الفعل والتغير للمادة أصدق شاهد على حدوثها لأن التغير صفة الحادث وهي لا تعرض الأزلي إطلاقا فالفعل مهما كان يدل على أنه حادث دون مراء).
ألا ترى إنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبين علمت أن له بانيا ، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده.
الزنديق : ما هو ، (سؤال عن ماهيته تعالى والحق ماهية انيته الإلهية).
الإمام عليهالسلام : هو شيء بخلاف الأشياء لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يدرك بالحواس الخمس لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان.
الزنديق : فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا.
بيان :
(يريد السائل أنك إذا وجدت ربك فقد توهمته وكل متوهم مخلوق لما أنه صورة ذهنية عن الحقيقة الخارجية والصورة الذهنية مهما كانت ، إنما هي مخلوقة فليكن ذو الصورة أيضا محدودا مخلوقا ويجيبه الإمام عليهالسلام بأن الوهم على قسمين :
١ ـ وهم على سبيل الإحاطة بالموهوم فهذا نفي عنه تعالى.