٢ ـ ووهم بمعنى مجرد انه تعالى ان هناك موجودا دون أن نتصور منه أمرا إيجابيا حتى يستلزم الإحاطة بل إنما نعلم أنه موجود أي ليس بمعدوم دون أن ندرك من وجوده شيئا إلا نفي العدم).
الإمام عليهالسلام : لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد منا مرتفعا فإنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم (وهما بمعنى العلم أن هناك وجودا أزليا دون إحاطة به لا بمعنى التصور العقلي والإشارة المحيطة به تعالى).
لكنا نقول : كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا فهو مخلوق ولا بدّ من إثبات صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين إحداهما النفي إذ كان النفي هو الابطال والعدم والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف فلم يكن بدّ من إثبات الصانع لوجود المصنوعين والاضطرار منهم إليه أمنهم مصنوعون وأن صانعهم غيرهم وليس مثلهم ، إذ كان مثلهم شبيها بهم في ظاهرة التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد ان لم يكونوا وتنقلهم من صغر إلى كبر وسواد إلى بياض وقوة إلى ضعف وأحوال موجوده لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها.
الزنديق : فأنت قد حددته إذا ثبتت وجوده.
الإمام عليهالسلام : لم أحدده ولكن أثبته إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة.
الزنديق : فله انية ومائية.
بيان :
يعني بالإنية أصل الوجود وبالمائية حده وحد الوجود على ضربين :
١ ـ حد بمعنى الكيفية المائزة عما يشاركه في الحقيقة.
٢ ـ حد بمعنى مطلق الميز عما لا يشاركه بنفي المشارك عنه.
الإمام عليهالسلام : نعم لا الشيء إلا بانية ومائية.