محجوبا عن البصر واليد ، لا يعرف ما فيه إلا بدلالات غامضة كمثل النظر إلى البول وحسّ العرف وما أشبهه ذلك مما يكثر فيه الغلط والشبهة حتى ربما كان ذلك سببا للموت.
فلو علم هؤلاء الجهلة أن هذا لو كان هكذا كان أول ما فيه أنه كان يسقط عن الإنسان الوجل من الأمراض والموت وكان يستشعر البقاء ويغتر بالسلامة فيخرجه ذلك إلى العتو والأشر اكثر فأكثر.
ثم كانت الرطوبات التي في البطن تترشح وتتحلب فيفسد على الإنسان مقعده ومرقده وثياب بذلته وزينته بل كان يفسد عليه عيشه.
ثم ان المعدة والكبد والفؤاد إنما تفعل أفعالها بالحرارة الغريزية التي جعلها الله مختبئة في الجوف فلو كان في البطن فرج ينفتح حتى يصل البصر إلى رؤيته واليد إلى علاجه لوصل برد الهواء إلى الجوف فمازج الحرارة الغريزية وبطل عمل الأحشاء فكان في ذلك هلاك الإنسان سوى ما جاءت به ، أفلا ترى ان كل ما تذهب إليه الأوهام في الخلقة خطأ أو خطل.
في النفس وقواها :
قال السبزواري :
النفس في وحدتها كل القوى |
|
وفعلها في فعلها قد انطوى |
تأمل هذه القوى التي في النفس وموقعها من الإنسان أعني الفكر والوهم والعقل والحفظ وغير ذلك.
الحفظ والنسيان :
أفرأيت لو نقص الإنسان من هذه الخلال الحفظ وحده ، كيف كانت تكون حالته وكم من خلل كان يدخل عليه في أموره ومعاشه وتجاربه إذا لم يحفظ ماله