ومن خلقه تناسلا إلا من خلقه مؤملا.
ومن خلقه مؤملا ومن أعطاه آلات العمل إلا من خلقه عاملا.
ومن خلقه عاملا إلا من جعله محتاجا.
ومن جعله محتاجا إلا من ضربه بالحاجة.
ومن ضربه بالحاجة إلا من توكل بتقويمه.
ومن خصه بالفهم إلا من أوجب له الجزاء.
ومن وهب له الحيلة إلا من ملكه الحول.
ومن ملكه الحول إلا من ألزمه الحجة.
من يكفيه ما لا تبلغه حيلته إلا من لم يبلغ مدى شكره ، فكر ودبر ما وصفته هل تجد الإهمال على هذا النظام والترتيب تبارك الله عما يصفون.
الفؤاد :
أصف لك الآن الفؤاد ، أعلم فيه ثقبا موجهة نحو الثقب التي في الرئة تروح عن الفؤاد حتى لو اختلفت تلك الثقب وتزايل بعضها عن بعض لما وصل الروح إلى الفؤاد ولهلك الإنسان.
أفيستجيز ذو فكرة وروية أن يزعم أن مثل هذا يكون بالإهمال ولا يجد شاهدا من نفسه ينزعه عن هذا القول فتبا وخيبة لمنتحلي الفلسفة المادية أو ما يشاكلها في الانحراف عن خالق الكون وصفاته ، كيف عميت قلوبهم عن هذه الخلقة العجيبة حتى أنكروا التدبير والعمد فيها.
لقد قال قوم من جهلة المتكلمين وضعفة المتفلسفين الماديين بقلة التميز وقصور العلم ، لو كان بطن الإنسان كهيئة القباء يفتحه للطبيب إذا شاء فيعاين ما فيه ويدخل يده فيعالج ما أراد علاجه ، ألم يكن أصلح من أن يكون مصمتا