ثمّ صحب الشّيخ أحمد الغزاليّ الواعظ ، وسلّكه ، وجرت له أحوال ومقامات (١).
كتب عنه أبو سعد السّمعانيّ وأثنى عليه كثيرا ، قال في «الذّيل» : عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عمّويه ـ واسمه عبد الله ـ بن سعد (٢) بن الحسن (٣) بن القاسم (٤) بن علقمة بن النّضر بن معاذ بن عبد الرحمن (٥) بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصّدّيق ، من أهل سهرورد (٦). سكن بغداد ، وتفقّه في النّظاميّة زمانا ، ثمّ هبّ له نسيم الإقبال والتّوفيق فدلّه على الطّريق ، وانقطع عن النّاس مدّة مديدة ، ثمّ رجع ودعا إلى الله ، ورجع جماعة كثيرة بسببه إلى الله وتركوا الدّنيا ، وبنى رباطا لأصحابه على الشّطّ ، وسكنه جماعة من الصّالحين من أصحابه.
حضرت عنده يوما فسمعت من كلامه ما انتفعت به. وكتبت عنه وسألته عن مولده فقال : تقديرا في سنة تسعين وأربعمائة بسهرورد (٧).
وقال عمر بن عليّ القرشيّ : أبو النّجيب إمام من أئمّة الشّافعيّة ، علم من أعلام الصّوفيّة ، ذكر لي أنّه دخل بغداد ، سنة سبع وخمسمائة ، وسمع من ابن نبهان «غريب الحديث» لأبي عبيد ، وتفقّه على أسعد الميهنيّ ، وعلّق التّعليق وقرأ المذهب وتأدّب على الفصيحيّ. ثمّ آثر الانقطاع وسلوك الطّريق ، فخرج على التّجريد حافيا إلى الحجّ في غير وقته ، وجرت له قصص. وسلك طريقا وعرا في المجاهدات. ودخل أصبهان ، وانقطع إلى أحمد الغزاليّ ، فأرشده إلى الله تعالى بواسطة الذّكر ، ففتح له الطّريق ، وجال في الجبال.
__________________
(١) وفيات الأعيان ٣ / ٢٠٤.
(٢) في الأصل : «سعيد» ، والتصحيح من المصادر.
(٣) في وفيات الأعيان ، وطبقات السبكي : «الحسين».
(٤) لم يرد اسم «القاسم» في طبقات السبكي.
(٥) في وفيات الأعيان : «... بن القاسم بن النضر بن سعد بن النضر بن عبد الرحمن».
(٦) سهرورد : بضم السين المهملة وسكون الهاء وفتح الراء والواو وسكون الراء الأخرى وفي آخرها الدال المهملة. وهي بلدة عند زنجان.
وقد تصحّفت النسبة إلى «الشهرزوريّ» في (الكامل في التاريخ ١١ / ٣٣٣).
(٧) الأنساب ٧ / ١٩٧ ، المختصر المحتاج إليه ٣ / ٩٢ ، ٩٣ ، تاريخ إربل ١ / ١٠٨ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٧ / ١٧٤ ، ١٧٥ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٦٤ ، ٦٥.