طريق لتشخيص هذه المسائل المشكوكة ، فإن اشتمل الجامع عليها فهي من مسائل علم النحو ، وإلّا فلا.
قلنا : هل الجامع يؤخذ من ألف مسألة أو من ألف وعشرة مسائل ، وهل يكون للمسائل المشكوكة دخل في تحقّق الجامع أم لا؟
لو قلت : بدخالتها في تشكيل الجامع ، قلنا : من أين علمت أنّ لها دخلا فيه بعنوان مسائل نحويّة؟ مع أنّه لو كان الأمر كذلك فلا نحتاج إلى البحث عن مسألة التمايز.
وإن قلت : ليس لها دخل فيه بل الدخيل في تحقّق الجامع هو ألف مسألة ، قلنا : «ثبّت العرش ثمّ انقش» ، من أين علمت أنّ كلّ مسائل علم النحو عبارة عن ألف مسألة؟ فلعلّ المسائل المشكوكة أيضا كانت من مسائله ، مع أنّه لو كان الأمر كذلك فليست لنا مسألة مشكوكة.
وبعبارة اخرى : أنّ هاهنا شبيه الدور ، فإنّ استكشاف وضع المسائل المشكوكة متوقّف على تحقّق الجامع ، وتحقّق الجامع بين جميع المسائل متوقّف على إحراز وضع المسائل المشكوكة.
وهذا الإشكال يرد على المشهور أيضا ، فإنّهم قالوا : بأنّ تمايز العلوم يكون بتمايز الموضوعات ، أي بموضوع كلّ علم. ونسبة الموضوع لموضوعات المسائل نسبة الكلّي إلى أفراده ، فموضوع العلم عبارة عن الجامع بين موضوعات المسائل ، فنقول : إنّ هذا الجامع لا بدّ أن يكون جامعا بين جميع موضوعات المسائل ، وأنّ الغرض من بحث التمايز لا يكون إلّا لاستكشاف وضع المسائل المشكوكة.
وهذان الكلامان غير قابلين للجمع ، فإنّا نسأل هل المسائل المشكوكة دخيلة في تشكيل الجامع أم لا؟ إن قلت : نعم ، لها دخل فيه. قلنا : هذا دليل