جاءك عنه (عناظ) فقسه على كتاب الله عزوجل وأحاديثنا فان كان يشبهها فهو منا وان لم يشبهها فليس منا.
قلت : يجيئنا الرجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلا نعلم ايهما الحق فقال : اذا لم تعلم فموسع عليك بايهما اخذت (١) والمرسل لا اعتبار به.
ومنها ما رواه ابن المغيرة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : اذا سمعت من أصحابك الحديث وكلهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم فترده عليه (٢).
وفيه ان الرواية لا ترتبط بالمقام فان المستفاد منها اعتبار قول الثقة ولا تعرض فيها للتعارض فلاحظ.
ومنها مرفوعة العلامة الى زرارة بن اعين قال : سألت الباقر عليهالسلام فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ قال عليهالسلام : يا زرارة خذ بما اشتهر بين اصحابك ودع الشاذ النادر.
فقلت : يا سيدي انهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم فقال عليهالسلام : خذ بقول اعدلهما عندك واوثقهما في نفسك.
فقلت : انهما معا عدلان مرضيان موثقان فقال عليهالسلام : انظر ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه وخذ بما خالفهم قلت : ربما كانا معا موافقين لهم أو مخالفين فكيف اصنع فقال عليهالسلام : اذا فخذ بما فيه الحائطة لدينك واترك ما خالف الاحتياط.
فقلت : انهما معا موافقان للاحتياط أو مخالفان له فكيف اصنع
__________________
(١) جامع الاحاديث ج ١ ص ٢٦٠ الحديث ٢٠.
(٢) نفس المصدر الحديث ٢١.