اشهد أنّي سألت في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فما أعطاني أحد شيئا ، وعليّ كان راكعا ، فأومأ إليه بخنصره اليمنى ، وكان فيها خاتم ، فأقبل السائل فأخذ الخاتم بمرأى من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال :
« اللهمّ إنّ أخي موسى عليهالسلام سألك فقال : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي. هارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي. وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) (١) ، فأنزلت قرآنا ناطقا : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً ) (٢) ، اللهمّ وأنا محمّد نبيّك وصفيّك فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّا اشدد به ظهري » ، قال أبو ذرّ : فو الله ما أتمّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل ، فقال : « يا محمّد ، اقرأ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... ) » (٣).
حصرت هذه الآية الولاية العامّة في الله تعالى وفي رسوله العظيم ، وفي الإمام أمير المؤمنين ، وقد عبّرت عنه بصيغة الجمع تعظيما لشأنه ، وتكريما لمقامه ، بالإضافة إلى اسميّة الجملة ، وحصرها بكلمة « إنّما » ، وقد أكّدت له الولاية العامّة ، وقد نظّم حسّان بن ثابت نزول الآية في الإمام بقوله :
من ذا بخاتمه
تصدّق راكعا |
|
وأسرّها في نفسه
إسرارا (٤) |
١١ ـ قال تعالى :
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) (٥).
__________________
(١) طه : ٢٥ ـ ٣٢.
(٢) القصص : ٣٥.
(٣) تفسير الرازي ١٢ : ٢٦. نور الأبصار : ١٧٠. الطبري في تفسيره ٦ : ١٨٦.
(٤) الدرّ المنثور ٣ : ١٠٦. الكشّاف ١ : ٦٩٢. ذخائر العقبى : ١٠٢. مجمع الزوائد ٧ : ١٧.
كنز العمّال ٧ : ٣٠٥.
(٥) الواقعة : ١٠ و ١١.