الشيء المحقّق الذي اتّفق عليه المؤرّخون والرواة هو أنّ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قد ولد في الكعبة المقدّسة (١) ولم يولد بها أحد سواه ، وكان ذلك من آيات سموّه وعظيم مكانته عند الله تعالى ، فقد اختار لولادته أفضل مكان في الأرض وهو البيت المعظّم. قال شهاب الدين السيّد محمود الآلوسي في شرحه لقول عبد الباقي العمري :
أنت العليّ
الّذي فوق العلى رفعا |
|
ببطن مكّة عند
البيت إذ وضعا |
قال : وكون الأمير كرّم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا ، وذكر في كتب الفريقين : السنّة والشيعة ... ولم يشتهر وضع غيره كرّم الله وجهه به كما اشتهر وضعه ، بل لم تتّفق الكلمة إلاّ عليه ، وما أحرى بإمام الامّة أن يكون وضعه فيما هو
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣ : ٤٨٣ ، قال الحاكم : « وتواترت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في الكعبة ».
وذكر ذلك كلّ من المسعودي في مروج الذهب ٢ : ٢. ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمّة : ١٤. محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السئول : ١١. السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٧. والشنقيطي في كفاية الطالب : ٣٧. الشبلنجي في نور الأبصار : ٧٦. عبد الرحمن الصفوري الشافعي في نزهة المجالس ٢ : ٢٠٤. الشيخ علي القاوي الحنفي في شرح الشفاء ١ : ١٥١. علي الحلبي الشافعي في السيرة النبوية ١ : ١٥٠. والبردواني في روائح المصطفى : ١٠. علاء الدين الكتواري في محاضرة الأوائل : ١٢٠. عبد الحقّ الدهلوي في غاية الاختصار : ٩٧. العقّاد في عبقرية الإمام : ٣٨.