قال : (وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) (٣٠) من قبل أن تعملوها.
قوله : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) : وهذا علم الفعال (وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) (٣١) : أي نختبركم فنعلم من يصدق منكم فيما أعطى من الإيمان ومن يكذّب ممّن لا يوفّي بما أقرّ به من العمل لله.
قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : أي عن الإسلام (وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) : أي فارقوا الرسول وعادوه.
(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى) : أي من بعد ما قامت عليهم الحجّة (لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً) : أي بكفرهم (وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) (٣٢) : أي في الآخرة ، يعني ما كان من عمل حسن عملوه في الدنيا.
قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) (٣٣).
ذكروا أنّ رجلا كان على عهد النبي عليهالسلام يصوم ويصلّي ، وكان في لسانه شيء ، فقال له النبيّ عليهالسلام : يا فلان إنّك تبني وتهدم (١).
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (٣٤).
قوله عزوجل : (فَلا تَهِنُوا) : أي لا تضعفوا في الجهاد (وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) : أي إلى الصلح. أي : لا تدعوا إلى الصلح (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) : أي الظاهرون المنصورون ؛ يقوله للمؤمنين. وهذا الحرف يقرأ بوجه آخر : (إِلَى السَّلْمِ) ، أي : إلى الإسلام.
قال : (وَاللهُ مَعَكُمْ) : أي ناصركم (وَلَنْ يَتِرَكُمْ) : أي ولن يظلمكم (أَعْمالَكُمْ) (٣٥).
قوله عزوجل : (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) : أي إنّ أهل الدنيا ، يعني المشركين الذين لا يريدون غيرها أهل لعب ولهو ، سبتهم الدنيا ، وليسوا بأهل الآخرة.
__________________
(١) لم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من مصادر الحديث. ويعجبني هنا ما رواه الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٦ ص ٦٢ في الموضوع عن قتادة قال : «من استطاع منكم ألّا يبطل عملا صالحا عمله بعمل سيّئ فليفعل ، ولا قوّة إلّا بالله ، فإنّ الخير ينسخ الشرّ ، وإنّ الشرّ ينسخ الخير ، وإنّ ملاك الأعمال خواتيمها».