تفسير سورة الحجرات ، وهي مدنيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١).
ذكروا عن الحسن أنّ قوما ذبحوا قبل أن يضحّي النبيّ صلىاللهعليهوسلم يوم النحر ، فلم يجز لهم ذلك ، فأمر النبيّ عليهالسلام أن يعيدوا ذبحا آخر. فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ).
ذكروا عن الحسن قال : من ذبح قبل الصلاة فليعد ذبحا آخر.
ذكروا عن البراء بن عازب أنّ خاله ضحى لابن له قبل أن يصلّي النبيّ عليهالسلام ، فقال النبيّ عليهالسلام : إنّها لا تجزي لأحد بعدك (١).
ذكروا عن محمّد بن سيرين أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن هذا اليوم النّسوك فيه بعد الصلاة ، يعني يوم النحر (٢).
وبعضهم يقول : (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) ، أي : في الأمر.
__________________
(١) في الحديث سقط من أوله ، وهو حديث صحيح أخرجه البخاريّ ومسلم والترمذيّ وأبو داود عن البراء بن عازب ، أخرجه البخاريّ في كتاب العيدين ، باب الأكل يوم النحر ، وأخرجه مسلم في كتاب الأضاحي ، باب وقتها (رقم ١٩٦١) ولفظه : «عن البراء بن عازب أنّ خاله أبا بردة بن نيار ذبح قبل أن يذبح النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إنّ هذا يوم اللحم فيه مكروه ، وإنّي عجّلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعد نسكا. فقال : يا رسول الله ، إن عندي عناق لبن هي خير من شاتي لحم ، فقال هي خير نسيكتيك ، ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك». وانظر ابن الأثير ، جامع الأصول ، ج ٤ ص ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ ولكنّه ثبت في الصحاح بألفاظ قريبة منه ؛ منها ما رواه مسلم في الأضاحي ، باب وقتها (رقم ١٩٦١) بلفظ : «من صلّى صلاتنا ، ووجّه قبلتنا ، ونسك نسكنا ، فلا يذبح حتّى يصلّي» ، وبلفظ آخر : «إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا هذا نصلّي ثمّ نرجع فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنّتنا ، ومن ذبح فإنّما هو لحم قدّمه لأهله ، ليس من النسك في شيء».