تفسير سورة محمّد صلىاللهعليهوسلم ، وهي مدنيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قوله عزوجل : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : أي سبيل الهدى ، [يعني الإسلام] (١) (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) (١) : أي أحبط أعمالهم في الآخرة ، أي : ما عملوا من حسن.
قال : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) : أي صدّقوا بما نزّل على محمّد ، يعني القرآن (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) : أي غفرها لهم.
(وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) (٢) : أي حالهم في الدنيا ، جعلهم على الحقّ ، يصلح به حالهم في الآخرة ، أي : يدخلهم الجنّة.
قال : (ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ) : أي إبليس ، اتّبعوا وساوسه بالذي دعاهم إليه من عبادة الأوثان.
(وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ) : أي القرآن الذي جاء به محمّد عليهالسلام (كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ) : أي يبيّن للناس (أَمْثَلُهُمْ) (٣) : أي صفات أعمالهم.
قوله : (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث سريّة إلى حيّ فأصابوهم ، فصعد رجل منهم شجرة ملتفّة أغصانها. قال الذي حضر : قطعناها فلا شيء ، ورميناها فلا شيء. قال : فجاءوا بنار فأضرموا بها تلك الشجرة ، فخر الرجل ميّتا. فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوسلم [فتغيّر وجهه تغيّرا شديدا] (٢) ثمّ قال : إنّي لم أبعث لأعذّب بعذاب الله ، ولكنّي بعثت بضرب الأعناق وشدّ الوثاق.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٢٦.
(٢) زيادة من ز ، ولم أجد هذه القصّة فيما بين يديّ من مصادر الحديث والتاريخ. وقد رواها ابن سلّام بهذا السند : «يحيى عن المسعوديّ عن القاسم بن عبد الرحمن أنّ رسول الله بعث سريّة ...».