والأرض عيي فاستلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى فاستراح ، فأنزل الله : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) أي : من شمس وقمر ونجوم وسحاب ومطر وريح وليل ونهار وماء ومدر وحجر ، وكلّ ما بينهما ممّا يرى وممّا لا يرى (فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ). وقال : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ). قال : (بِقادِرٍ) على أن يخلق مثلهم وبقادر (عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٣٣).
قوله : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ) : أي يقال لهم هذا ، في تفسير الحسن ، يقال لهم هذا وهم في النار. أليس هذا بالحقّ الذي كنتم توعدون في الدنيا.
(قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (٣٤).
قوله : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) : قال بعضهم : أولو العزم من الرسل خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليهمالسلام. يقول : اصبر يا محمّد كما صبروا هم جميعا. وأولوا العزم في تفسير الحسن : أولو الصبر. وبعضهم يقول : أولو الحزم. وتفسير الكلبيّ : يعني من أمر بالقتال من الرسل.
قال : (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) : يعني المشركين ؛ لا تستعجل لهم بالعذاب.
كقوله : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) (١٧) [الطارق : ١٧]. وهذا وعيد لهم.
(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ) : يعني العذاب (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ) : تفسير الحسن : في هذا الذي وصفت من إهلاك القرون ، وفيما أخبر أنّه يهلك كفّار آخر هذه الأمّة بقيام الساعة بلاغ. وفيها إضمار : يقول : في هذا الذي أخبرت بلاغ. (فَهَلْ يُهْلَكُ) : أي بعد البلاغ (إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) (٣٥) : أي المشركون.
* * *